السؤال
أريد أن أشاهد الفضائيات الإسلامية، ولكن نظرا لاختلاف رغبات أفراد أسرتي فلا أجد المتسع من الوقت لكي أشاهدها، وهذا لعدم توفر غير جهاز استقبال واحد فقط، مع العلم بتوفر أكثر من جهاز تلفزيون،
وأنا فكرت في أن أشترى من مرتب وظيفتي جهاز استقبال خاص بي أضعه في غرفتي لكي أشاهد ما أتمنى مشاهدته من البرامج الدينية، ولكن اعترضت أمي على هذا بحجة أني أحتاج هذا المال في زواجي فيما بعد.
فما حكم هذا ؟ وهل لو اشتريت جهاز الاستقبال يعتبر هذا صدقة ؟ وهل أعارض أمي وأشتري جهاز الاستقبال ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت بحاجة عاجلة للزواج، أو كانت أمك تأمرك به، فإذا كان شراء هذا الجهاز سيعوقك عن الزواج فلا يبعد أن يكون امتناعك عن شرائه واجبا عليك، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وقد ذهب بعض العلماء إلى وجوب طاعة الوالدين إذا أمرا بالزواج.
جاء في الإنصاف: على القول باستحبابه هل يجب بأمر الأبوين أو بأمر أحدهما به.
قال الإمام أحمد رحمه الله في رواية صالح وأبي داود:
إن كان له أبوان يأمرانه بالتزويج أمرته أن يتزوج، أو كان شابا يخاف على نفسه العنت أمرته أن يتزوج.
قال الإمام أحمد رحمه الله: والذي يحلف بالطلاق لا يتزوج أبدا، إن أمره أبوه تزوج. انتهى.
أما إذا لم يكن يعوقك عن الزواج فليس من حق أمك منعك منه، لاسيما أن يفيدك في آخرتك، ولكن الأولى أيضا أن تمتنع عن شرائه طاعة لأمك وتحقيقا لما تريده من مصلحتك.
ومع ذلك، فإنك لو اشتريته والحال هذه فنرجو أن لا يكون عليك حرج إن شاء الله، بشرط أن تتطلف في رد أمر أمك وأن تعتذر لها، وتذكرها بأن الرزق بيد الله، وأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.
واعلم أنك إن قصرت هذا الجهاز على البرامج النافعة المفيدة وأتحت الاستماع إليه لمن يريد سواء من أقاربك أو غيرهم فلك إن شاء الله بذلك أجر الصدقة، فالصدقة أعم من بذل المال فيدخل فيها إيصال النفع إلى الغير، ولا شك أن البرامج الشرعية من النفع العظيم.
والله أعلم.