السؤال
إن زوجي يسلم على زوجة أخيه، وأنا أعمل له دائما مشاكل بسبب هذا. فانا أشعر بغيرة كبيرة، وهي عندما يسافر ويرجع في اليوم التالي، فإنها تسلم عليه، وأنا أجن بسبب هذا، علما أنني أنا لا أسلم على إخوته وأنا ألتزم الحجاب في البيت أمامهم. فما لعمل أنا أعاني من غيرة شديدة، و أقول له اقطع هذا السلام، ولا يرضى. وأحس أن حياتي ستخرب بسبب هذا. أرشدوني أرجوكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المقصود بالسلام هنا المصافحة، فلا يجوز للرجل مصافحة امرأة أجنبية عنه، وقد سبق بالفتوى رقم: 1025 بيان حرمة مصافحة الرجال للنساء الأجنبيات.
ولا يجوز للمسلم التهاون في هذا الأمر، فإنه مدعاة للفتنة، ويجب على زوجك التوبة من ذلك.
كما أن السلام على الأجنبية -ولو من دون مصافحة - يكره إن كانت شابة، أو ممن يشتهى مثلها ، وكذا رده منها.
وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم. ومن أهل العلم من ذهب إلى أنه يحرم على المرأة الشابة أن ترد على من سلم عليها. وللمزيد راجعي الفتوى رقم: 6158.
والذي نوصيك به هو أن تنصحي زوجك في ضوء ما ذكرنا بشيء من الرفق واللين دون الدخول معه في المشاكل التي قد لا تحمد عقباها.
وقد أحسنت من جهتك بالتزامك بالحجاب أمام إخوة زوجك، وفقك الله وزادك حرصا على الخير وبعدا عن الشر.
واعلمي أن الغيرة بين الزوجين إن كانت مبنية على ريبة ونحوها فهي من الغيرة المحمودة، وإن كانت في غير ريبة فهي الغيرة المذمومة. وانظري الفتوى رقم: 100762.
ويبدو من هذا السؤال وجود شيء من التساهل في دخول الرجل على من لا تحل له من النساء، وهذا أمر خطير، ولا سيما بين الأقارب فالواجب الحذر، ويمكن مراجعة الفتوى رقم: 3819 لمزيد الفائدة.
ونود أن ننبه في ختام هذا الجواب إلى أن من حق المرأة مسكنا مستقلا تأمن فيه اطلاع الأجانب عليها، كما بينا بالفتوى رقم: 101474.
والله أعلم.