الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى جواز استعمال مصطلح (رجال الدين)

السؤال

أثارتني جمل يتلفظ بها كثير من الأشخاص المحسوبين على المسلمين، نخب فكرية أو علماء متخصصون في بعض المجالات العلمية، عبر قنوات فضائية ومواقع إليكترونية، مثل هذه العبارة : [خطابنا الاجتماعي والديني والاقتصادي في عدد من مجتمعاتنا....] وعبارة [ رجال الدين الإسلامي ... ؟؟!! ] وإذا جاز أن يسري مفهوم فصل الدين عن الحياة في مجتمعات أخرى، فهل يحق لنا أن نحذو حذوها مع الفارق الذي بين [ دين ] رسالته خاتمة الرسالات وناسخة لأحكامها، دين لا يقبل التجزئة ، أكمله الله لنا وأتم به علينا نعمته ، مقارنة ب : [ دين ] استنفد أغراضه وعاشت مجتمعاته صراعات ، فنجزئ نحن كذلك هكذا: ديني ، اجتماعي ، اقتصادي ، سياسي ... رجل دين ، ... الخ مما ابتكره العقل البشرى ونحاول جاهدين أن نعمق لدى الناشئة هذا الفهم ؟؟؟ شكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق لنا بيان معنى العلمانية، وخطورة فصل الدين عن الدولة، وعزله عن الدنيا، وبيان أن الإسلام دين ودولة في حقيقته وتعاليمه، وذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 2453 ، 5490 ، 100226 ، 39564. ومما يدخل في ذلك أن يكون مصطلح الدين بمنأى عن الحياة العملية في شكلها السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو غير ذلك من مظاهر الحياة.

وأما مصطلح (رجال الدين) فإن أريد به علماؤه وفقهاؤه والقائمون به علما وعملا، فلا بأس بذلك من حيث المعنى، وإن كنا نتحفظ على هذا المصطلح لما له من دلالة منحرفة في الملل الأخرى، حيث مبدأ الوساطة بين الله تعالى وبين عباده، فيكون لطبقة رجال الدين الحكم في شئون الناس باسم السماء أو باسم الرب، حتى يبلغوا مرحلة النيابة عن الله سبحانه ويعطون حق التحريم والتحليل، وهذا ما يعرف عندهم باسم " الإكليروس ".

قال تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {التوبة :31}،

وقد سمع عديُّ بنُ حاتم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية وقال: أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني