الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب في حق من ظهرت أمامه مفاتن النساء في النت

السؤال

ما هو حكم الصور التي تظهر على شاشة النت من الجنس اللطيف، والذي يظهر جميع مفاتن المرأة ولا يرحم الرجل بالرغم من كثرة الاستغفار؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمعلوم أن النظر إلى صور النساء محرم بنص القرآن الكريم والسنة الشريفة. لكن إذا وقع نظر الإنسان على تلك الصور اتفاقا من غير عمد، ومع التحرز من رؤيتها بقدر الاستطاعة، فلا إثم عليه إن شاء الله. ومما يعين على ذلك أن لا يقدم الإنسان على فتح الإنترنت إلا إذا كان ذا عزيمة قوية، وإيمان ثابت، يحجزه عن الحرام، ومن لم يكن كذلك، فلينأ بنفسه عن أسباب الفتنة، ولينصرف إلى ما ينفعه في دينه ودنياه.
ومن كانت له حاجة في دخول الإنترنت، فلا ينبغي أن يزور كل موقع يعرض عليه، بل يكتفي بما علم خلوه مما حرم الله تعالى، فإن قدر ظهور صورة له، فليبادر بإغلاقها، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصرف البصر حين سئل عن نظر الفجأة. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم :9485 ، وانظر أيضا الفتوى رقم: 28814

وأما رحمة الله للمستغفر فإنما تنال من استوفى شروطه، وهي الإقلاع عن الذنب، وعقد العزم على عدم العودة إليه، والندم على ما فرط في جنب الله تعالى؛ وهي نفسها شروط التوبة؛ فإن الاستغفار والتوبة قرينان متلازمان كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 77486.

أما الذي يستغفر الله بلسانه وهو مقيم على معصية الله غير نادم على ما فات منه، فإن استغفاره هذا يلزم منه الاستغفار!!

ومما يعين على تحقق الندم في قلب العبد أن يتذكر عظمة من عصاه، وأن هذه المعصية قد تكون سبباً في سخط الله عليه، كما قد تكون سبباً في إصابته بالبلاء والفتن، وأنه ربما يموت على تلك الحال دون الندم على ما فعله فيجده مكتوباً في صحيفة أعماله يوم القيامة، فيندم حين لا ينفع الندم. وانظر الفتاوى الآتية أرقامها: 22293، 55969 ،70444.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني