السؤال
لي جارة ربت أيتاما وأعانها الله، وعندها ولدها الآن كبير ومتزوج، ومن قبل كان عازبا ويشتغل عسكريا، وبعد أن أنهى الجامعة فتح الله عليه بعمل خاص، ولكن ظل يستلم راتبه على أنه عسكري بمساعدة بعض زملائه، وانقطع راتبه فترة، والآن رجع ثانية، مرة يعطونه راتبه الذي يصل إلى حدود 30000 ريال يمني، ولكن أمه وأخته رفضوا استلامه خوفا من غضب الله. فالسؤال هنا: هل يحق له استلام راتبه بالرغم من عدم دوامه في العمل؟ وهل يعتبر حلالا أم حراما؟ وإذا استلمه ولم يصرف به على أهل بيته هل يجوز إعطاؤه لأخيه اليتيم ليدرس به دبلوم لغة إنجليزية ؟أفتونا أفادكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لذلك الشخص أخذ ذلك الراتب بعدما ترك العمل وانقطع عن الدوام، وليس له الانتفاع به في خاصة نفسه أو أهله أوالتصدق به على الفقراء والمساكين. لأن الله طيب لايقبل إلا طيبا. فعليه أن يتقي الله تعالى ولايأخذ ذلك الراتب، وإن وصل إليه فليعده إلى جهة العمل إن علم أنها ستصرفه في مصرفه، وليعلمهم بانقطاعه عن الدوام وتركه للعمل قال تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ. {البقرة:188}. وقد قال صلى الله عليه: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن جسده فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما وضعه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه. رواه الطبراني عن معاذ.
كما يجب عليه أن يرد ما استلمه من الرواتب بعد ما ترك العمل وانقطع عنه إذ هو غير مستحق لها.
وإذا علم أن الجهة الحكومية يمكن أن لا تصرف تلك الأموال في مصرفها، فعليه هو أن يصرفها في مصالح المسلمين العامة، أو ينفقها على الفقراء بنية التخلص منها لا بنية الصدقة.
وقد أحسن أهله بامتناعهم من أكلها فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت. رواه أحمد.
وأكل الحرام من أسباب امتناع استجابة الدعاء. وللفائدة انظري الفتوي رقم: 17077.
والله أعلم.