السؤال
لدي مبلغ من المال ونويت أن أتصدق به صدقة تطوع، وعلى والدتي دين، فهل الأفضل إعطاء المبلغ لوالدتي أم للفقراء؟ علما بأن والدتي لديها راتب ـ والحمد لله ـ ولكن الدين يشغلها كثيرا والمبلغ الذي لدي لايغطي الدين فهو قليل مقارنة بالدين. وجزاكم الله الخير ووفقكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن فضل برالأم عظيم وأنها أولى بحسن الصحبة من غيرها من الناس، ففي حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال:أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال:ثم من؟ قال: أمك. والآيات والأحاديث في فضل بر الوالدين عموما والأم خصوصا في غاية من الكثرة، والصدقة على ذي الرحم أولى من الصدقة على غيره لقوله صلى الله عليه وسلم: الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة. أخرجهالترمذي، والأم أولى ذوي الأرحام الذين يُتصدق عليهم.
ومن ثم فالذي ننصحك به، هو أن تعيني أمك على قضاء دينها بهذا المال حتى تنفس كربها ويُقضى عنها بعض دينها، ثم إذا حصل لك مال آخر بادرت بدفعه إليها في قضاء ذلك الدين ما دام أمر الدين يشغلها ويؤرقها، فإذا قضي دين والدتك وكانت مستغنية بما لها من المال فادفعي صدقتك بعد ذلك لمن شئت من الفقراء والمساكين، وننبهك إلى أن قضاء دين الأم جائز من زكاة المال إذا كانت عاجزة عن الوفاء به لأن ذلك ممّا لا يلزم الولد كما بيّنّا ذلك في الفتوى رقم:121017.
والله أعلم.