السؤال
لقد قرأت مؤخرا في كتاب علو الهمة عن همم أهل الحديث وعلوم القرآن و الفقه، وما لاقوه وما صابروا عليه حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، فتبادر إلى ذهني أنه من المستحيل للمسلم العادي مثلي أن يجاورهم في الجنة، ثم تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مجاورة كافل اليتيم له في الجنة، فتساءلت هل من الممكن أن أبلغ درجتهم؟ بل أرفع منها إن أنا كفلت يتيما، ولم أبذل عشر الجهد الذي بذلوه في تحصيل العلم وتعليمه. أم أنهم سيتميزون بخصائص في الجنة لا تكون لغيرهم؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العلم بالقرآن والسنة شأنه عظيم، وقد رفع الله تعالى قدر أهله، وفضله على غيره من الطاعات، فقد قال الله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {المجادلة:11}
وفي حديث مسلم: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين. وفي حديث الترمذي: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. وفي الحديث: فضل العلم خير من فضل العبادة. رواه الطبراني وصححه الألباني.
وبناء على هذا يعلم أن كفالة اليتيم لا تساوي ـ مع فضلها وأهميتها وعظيم أجرها ـ فضل العلم، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، وهم حماة الدين والمعلمون له.
وراجع الفتوى رقم: 61088.
والله أعلم.