السؤال
1-اسم مريم في آية في سورة مريم وردت مع النبيين، هل تعتبر نبية؟.
2-الوحي يكون للأنبياء وأوحينا إلى أم موسى ـ سورة القصص ـ هل تعتبر نبية؟.
3-وما أرسلنا قبلك إلا رجالا ـ في سورة الأنبياء تنفي النبوة عن النساء.
لماذا مريم اسمها مع الأنبياء؟ وهل يمكن الوحي لمن ليس بنبي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد اسم مريم مع أسماء عدد من الأنبياء في سورة آل عمران وفي سورة مريم، كما أشار السائل ولكن ذلك لا يلزم منه أن تكون نبية، وكذلك ما ورد في قول الله تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ {القصص: 7}. لا يلزم منه أنها نبية، لأن الوحي في اللغة: هو الإعلام السريع الخفي. ويطلق على عدة معان ومنها: الإلهام الفطري للإنسان وهو المقصود في الآية هنا، كما قال أهل العلم، وسبق بيانه في الفتوى: 119757.
ونبوة مريم وأم موسى وحواء وآسية والخضر وذو القرنين مختلف فيها بين أهل العلم، وجمهورهم على أن النبوة والرسالة من خصائص الرجال مستدلين بما أشرت إليه من الحصر الوارد في سورة الأنبياء، والراجح أن هؤلاء جميعا ـ النساء والرجال ـ غير أنبياء، كما قال السيوطي في الكوكب الساطع:
واختلفت في خضر أهل النقول قيل ولي ونبي ورسول
لقمان ذي القرنين حوا مريم والمنع في الجميع رأي المعظم.
وسبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم، في الفتويين رقم: 16614، ورقم: 119757.
وذكر مريم مع الأنبياء لا يلزم منه إثبات نبوتها أو نفيها كما ذكرنا، ويمكن أن يكون ذكرها عليها السلام جاء اعتراضيا لبيان أصل قصة عيسى عليه السلام ومحاجة أهل الكتاب فلما انتهى سبحانه من قصة مريم وحملها بعيسى قال: ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ـ أي ذلك كل أمر عيسى وولادته المعجزة هذه أصلها مع أمه فلا تعودوا للقول بألوهيته لكونه وجد بدون أب.
والله أعلم.