الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز طاعة الوالدين في الاختلاط ومصافحة الرجال

السؤال

تعود أقاربي على الالتقاء في أجواء فيها اختلاط و تبرج للنساء ومصافحتهن للرجال، أتجنب هذه اللقاءات و لكن ذلك أغضب أهلي ووالدي، بم تنصحونني؟ جازاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يزيدك تمسكا بالدين وثباتا على الصراط المستقيم، واعلمي أيتها السائلة أننا في زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، ولا نجاة للمؤمن من فتنه وشروره إلا بالاستعانة بالله سبحانه والصبر على القيام بأوامره وكثرة ذكره وشكره.

ولا يجوز لأهلك أن يصدوك عن سبيل الله، ولا أن يطلبوا منك ما فيه معصية له سبحانه من تبرج واختلاط محرم بالرجال، فهذا كله من الأمر بالمنكر والضلال، ولا يجوز لك أن تستجيبي لهم في ذلك، ولا أن تطيعيهم ولا يعد هذا من عقوق الوالدين أو قطيعة الرحم، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه.

ولكننا ننصحك على كل حال بالتلطلف في معاملة أهلك عموما، ووالديك خصوصا، ولا يحملنك ذلك على الإساءة إليهما في قليل ولا كثير، فحقهما عليك عظيم ولو كانا يأمرانك بما يخالف أمر الله سبحانه، ثم حاولي أن تبذلي النصح لأقاربك هؤلاء الذين يقعون في محارم الله سبحانه، وخصوصا النساء المتبرجات على أن يكون هذا كله بأسلوب رفيق لا عنف فيه ولا غلظة، امتثالا لقوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ {النحل: 125}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني