الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تتعب نفسك بفعل لم يأمرك الله بفعله

السؤال

مشكلتي و بأختصار هي الوسوسة: فأنا عندما أصلي تخطر ببالي أشياء غريبة و وساوس تقول لي مثلا: إن لم تصل بعد العصر خمسا قضاء سيحدث لك كذا و كذا وهكذا، وأنا في كل الصلوات حتي إنني يمكن أن أصلي بعد الصبح أكثر من ساعة، وأيضا في بعض الأوقات أدعو علي نفسي أن يحدث لي كذا إذا لم أذهب لأصلي في المسجد مثلا، أنا أريد أن أعرف هل هذا وسواس قهري؟ وهل أتبعه و أصلي أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لك العافية من هذا الداء الذي متى تمكن من عبد أفسد عليه دنياه ودينه، وأوقعه في كرب وعناء شديد، والذي يتعين عليك لتنجو من هذا الداء أن تعرض عن هذه الوساوس جملة وأن لا تلتفت إليها وأن لا تعيرها أي اهتمام، بل أقبل على عبادتك التي أوجبها الله عليك.

واعلم أنه لم يكلفك بشيء زائد عليها فعلام تتعب نفسك بفعل ما لم يأمرك الله بفعله ولا شرعه لك؟ فإذا كان عليك شيء من الصلوات الفوائت فعليك أن تحصي عددها ثم تصليها حسب الطاقة بما لا يضر ببدنك أو معاشك، وأما إذا لم يكن عليك شيء من الفوائت فإنما يجب عليك فعل الفريضة التي أوجبها الله عليك ولا تلتفت إلى هذه الوساوس، وإذا كانت عليك فوائت فإن لك أن تصليها بعد الصبح وبعد العصر، ولكن لا يجوز التنفل المطلق في هذين الوقتين، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وعليك أن تحرص على الصلاة في المسجد، لما لها من الفضل العظيم، وإياك والدعاء على نفسك، لما ثبت في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم
.

وحذار حذار من التمادي مع الوساوس فإن ذلك من أعظم أبواب الشر، وانظر الفتوى رقم: 51601، وننصحك بأن تعرض نفسك على طبيب ثقة، امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي، كما يمكنك أن تراجع قسم الاستشارات بموقعنا فستجد ما يفيدك ـ إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني