الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اشتراط كون الزفاف بموسيقى واختلاط بين الجنسين

السؤال

ابني شاب ملتزم ـ والحمد لله ـ تقدم لخطبة فتاة ملتزمة ومن أسرة كريمة، ولكن المشكلة في حفل الزفاف فأهل العروس يريدون أن يكون حفل الزفاف في إحدى القاعات وتكون فيها موسيقى هادئة دون حدوث رقص أو سماع أغاني وتكون الأسر مختلطة دون فصل بين السيدات والرجال، فهل يجوزهذا؟ وخصوصا إذا كان هذا شرط أساسي لإتمام الزواج وإلا سيتم فسخ الخطبة، وهل على ابني إثم إذا وافقهم على ما يريدون؟.أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يطلبه أهل العروس من وجود الموسيقى واختلاط الرجال بالنساء لا يجوز وهو محرم تحريما قاطعا, أما حرمة الموسيقى، فقد بيناها بالتفصيل في الفتاوى التالية أرقامها: 54316, 46392, 16261 , 6110.

وأما الاختلاط بين الرجال والنساء على الوجه الذي يكون في الأفراح وظهور العروس بكامل زينتها أمام جميع الناس فهذا لا يختلف في تحريمه وكونه من الكبائر, بل واشتماله على جملة من الكبائر منها: الدياثة، والتبرج والنظر المحرم, وإغواء الناس بالمعصية وإثارة كوامن شهواتهم, فهل يرتاب في حرمة مثل هذا؟ فالواجب على ابنك ألا يطاوعهم فيما يطلبونه منه من معصية الله سبحانه, ولو أدى ذلك إلى فسخ الخطوبة والانصراف عنهم جملة واحدة.

وليعلم أن الزواج نعمة عظيمة من نعم الله سبحانه فلا يجوز للإنسان أن يقابل هذه النعمة من أولها بمعصية الله فهذا من كفران النعم, وكثير من الأسر يتسارع إليها الشقاق والخلاف بعد الزواج مباشرة ويتهدم بنيانها بسبب مثل هذه التجاوزات.

فليتق ابنك ربه سبحانه وليحرص على مرضاته وحده وليخالف أهل المعاصي والشهوات, وليكن همه في الزواج أن يؤسس بيته من أول يوم على تقوى من الله ورضوان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني