السؤال
اكتشفت أنني كنت أتوضأ بطريقة غير صحيحة، حيث إنني عندما أغسل وجهي كنت أغسل يدي أولاً ثم أغسل بالماء المتبقي جميع الوجه، وترددت مرة بين الطريقتين أيهما أستخدم، ولكن نسيت أن أتابع الموضوع ـ والله لم تكن نيتي أني لا أريد أن أتعلم ـ لكن لم آخذ بالي وظننت أنه شيء عادي ويجب فقط غسل الوجه، لكن والله لم تكن نيتي سيئة ولكنني لم آخذ بالي، وأيضا عندما كنت أمسح أذني كنت أمسحها كاملة من الظاهر، وهي تجب فقط بالسبابة على الجوف والإبهام وكلاهما مع بعض، والآن بعد أن عرفت، فما حكم صلواتي؟ وما حكم غسلي ـ سواء كان حيضا أم غيره؟ وخاصة الغسل الأخير الذي اغتسلته قبل بضعة أيام.
فأفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسؤالك غير واضح وضوحاً تاماً، لكننا نحب أن نبين لك أن الواجب في غسل الوجه هو إسالة الماء عليه بحيث يعم الماء جميع الوجه، ولا يكفي مجرد المسح باليد، بل لا بد من إسالة الماء على الوجه، وانظري في ذلك الفتويين: 93899، 107335.
فإ، كنت قد أتيت بالواجب عليك في غسل الوجه فوضوؤك صحيح ولا شيء عليك، وأما إن كنت قصرت فيما يجب عليك فلم تعممي وجهك بالماء أو اقتصرت على مسحه فقط، فيجب عليك إعادة الصلوات التي صليتها بهذا الوضوء، لأنه وضوء غير مجزئ شرعاً، فإن عجزت عن معرفة عدد تلك الصلوات عملت بالتحري وقضيت من الصلوات ما يحصل لك به اليقين أوغلبة الظن ببراءة ذمتك، وهذا مذهب الجمهور وهو أحوط، ويرى شيخ الإسلام أن من ترك شرطاً من شروط الصلاة جهلاً بوجوبه لم تلزمه الإعادة، وانظري تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 125226.
وأما المسح على الأذنين فإنه سنة فلا يؤثر على صحة الوضوء ترك مسحهما فضلاً عن مسحهما بكيفية مخالفة للمسنون، وانظري الفتوى رقم: 34870.
وأما الغسل فالواجب فيه تعميم جيمع البدن بالماء، فإذا كنت قد قصرت فيما يجب عليك في الغسل وتركت تعميم البدن بالماء، فعليك إعادة الصلوات التي صليتها بغسل غير مجزئ كما مر في الكلام على الوضوء، وأما إذا كنت تعممين بدنك بالماء في الغسل فقد فعلت ما وجب عليك وليس عليك شيء.
والله أعلم.