السؤال
كنت صائمة ونمت وأنا أشعر بعطش، وحدث -لا أعلم هل هو في اليقظة أوفي النوم - أنني استيقظت وذهبت إلى المطبخ وشربت ماء بارداً من الثلاجة، وحتى إنني كنت أتوارى عن الأنظار ونزل قليل من الماء على ملابسي وأنا أشرب، ثم ذهبت ونمت، وعندما استيقظت كنت لا أعلم هل كنت أحلم؟ أم الذي حصل حقيقة؟ أي لا أستطيع الجزم فما هو الحكم؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل هو صحة الصوم وعدم حدوث ما يفسده حتى يحصل اليقين بخلاف ذلك، وما دمت لا تجزمين بأنك قد تعمدت الشرب حال اليقظة ولا تدرين، هل وقع ذلك منك يقظة أو مناماً؟ فإن صومك صحيح ولا يلزمك القضاء استصحابا للأصل، وعلى فرض أن ذلك وقع منك فالظاهر أنك لم تتعمديه لاستحواذ النوم عليك وعدم حضور عقلك مما يرفع عنك المؤاخذة، ولا يجب عليك معه القضاء، فمن شروط فساد الصوم بالمفسدات المعروفة أن يتعمد المكلف إفساد صومه، فما لم يتعمد ذلك فصومه صحيح ولا قضاء عليه، قال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله: قوله ـ عامداً ـ حال من فاعل أكل وما عطف عليه، اشترط المؤلف لفساد الصوم بما ذكر شرطين:
الشرط الأول: أن يكون عامداً، وضده غير العامد، وهو نوعان: أحدهما: أن يحصل المفطر بغير اختياره بلا إكراه، مثل أن يطير إلى فمه غبار أو دخان أو حشرة أو يتمضمض فيدخل الماء بطنه بغير قصد فلا يفطر، والدليل على ذلك قوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ. وهذا لم يتعمد قلبه فعل المفسد فيكون صومه صحيحاً. انتهى.
فعلى فرض أن ما ذكرت من الشرب وأنت نائمة قد وقع فعلاً، فإنه لم يكن باختيارك، فإن النائم مغلوب على عقله ومرفوع عنه القلم، وعليه، فلا يفسد صومك ولا يلزمك القضاء.
والله أعلم.