الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقول الإنسان أعطيت الله حقوقه مهما اتقى الله

السؤال

الحمد لله ـ معطي الله حقوقه؟ وملتزم وتوقفت عن التدخين وبعض المحرمات، ولكن فجأة أعود له من غير حس، أو جدوى من يقول هذا عمل، وبما أن أكثر جلوسي في البيت فمن يقول هذا عمل.
أفيدوني في ذلك، وأرجو توجيهي، لأنني أحيانا تكثر الوساوس علي وأعتزل الناس، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي السائل أنه يجب عليك أن تحمد الله سبحانه على ما هداك إليه من القيام ببعض واجبات الإيمان، ولا ينبغي لك أن تقول أنك أعطيت الله حقوقه، لأن هذا يوهم قيامك بجميع حقوق الله عليك وهذا فيه نظر، بل هذه دعوى منقوضة بما تذكره أنت من العودة إلى التدخين وبعض المحرمات، فكيف تدعي بعد ذلك أنك قائم بحقوق الله؟ وإنما هذا وهْمٌ يعرض لكثير من الناس، ونبه عليه ابن القيمـ رحمه الله ـ في كتابه إغاثة اللهفان حيث قال: فإن العبد كثيرا ما يترك واجبات لا يعلم بها ولا بوجوبها فيكون مقصرا في العلم، وكثيرا ما يتركها بعد العلم بها وبوجوبها، إما كسلا وتهاونا، وإما لنوع تأويل باطل أوتقليد أولظنه أنه مشتغل بما هو أوجب منها أولغير ذلك، فواجبات القلوب أشد وجوبا من واجبات الأبدان وآكد منها وكأنها ليست واجبات الدين عند كثير من الناس، بل هي من باب الفضائل والمستحبات، فتراه يتحرج من ترك فرض أومن ترك واجب من واجبات البدن، وقد ترك ما هو أهم من واجبات القلوب وأفرضها، ويتحرج من فعل أدنى المحرمات وقد ارتكب من محرمات القلوب ما هو أشد تحريما وأعظم إثما، بل ما أكثر من يتعبد لله عزوجل بترك ما أوجب عليه فيتخلى وينقطع عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قدرته عليه، ويزعم أنه متقرب إلى الله تعالى بذلك مجتمع على ربه تارك ما لا يعنيه، فهذا من أمقت الخلق إلى الله تعالى وأبغضهم إليه مع ظنه أنه قائم بحقائق الإيمان وشرائع الإسلام وأنه من خواص أوليائه وحزبه، بل ما أكثر من يتعبد لله بما حرمه الله عليه ويعتقد أنه طاعة وقربة وحاله في ذلك شر من حال من يعتقد ذلك معصية وإثما. انتهى.

وأما بخصوص التدخين، فقد سبق حكمه في الفتاوى رقم: 1819. فعليك أن تجاهد نفسك في تركه والثبات على ذلك، فإن استزلك الشيطان وغلبتك نفسك ورجعت إليه مرة أخرى، فبادر إلى التوبة أيضا، وهكذا كلما وقعت في المعصية سارعت إلى التوبة، ولا يعد هذا نقضا للتوبة الأولى ما دامت وقعت صادقة، وراجع الفتويين رقم: 66163، ورقم: 97790، وراجع الحديث عن الوساوس في الفتاوى التالية أرقامها: 121943، 3086، 117004.

أما باقي السؤال فلم يتبين لنا مقصودك منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني