الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يستمر في دراسته مع تجاوزه الغياب المسموح

السؤال

أدرس في الأقسام التحضيرية للمدارس العليا للمهندسين، حيث إن مدة الدراسة في هذه المؤسسة تدوم سنتين، وفي آخر السنة الثانية هناك امتحان بموجبه يتم ترتيب التلاميذ من أجل الدخول للمدارس العليا للمهندسين التي تدوم الدراسة فيها ثلاث سنوات، وأنا قد اجتزت امتحان الأقسام التحضيرية السنة الدراسية الماضية، ولم أوفق فيه حيث إنه طلب مني اجتياز امتحان آخر شفوي، ولكن هذا لا يؤهلني للولوج إلى مدرسة المهندسين التي أريد لهذا لم أذهب لاجتيازه، و قررت تكرار السنة الثانية من الأقسام التحضيرية، وشروط التكرار في المؤسسة هي ألا يتجاوز الطالب تسع حصص من الغياب، وأنا لدي تسع حصص من الغياب مسجلة بشكل رسمي، وبالفعل تم قبولي لإعادة السنة، ولكن في الواقع لدي أكثر من عشر حصص من الغياب، ولكن لم يتم تسجيلها لأن بعض الأساتذة لا يقومون بتسجيل الغياب، علما أنني أستحق تلك المؤسسة وتكرار السنة الثانية فيها لأن ترتيبي داخل القسم كان جيدا، ولكن في الامتحان الأساسي لم أوفق فيه، والآن تراودني بعض الشكوك والوساوس بأن هذا يعتبر نوعا من الخداع وأنه غير شرعي، كوني لدي تسع حصص رسمية وأخر من الغياب غير مسجلة؛ لأن الأساتذة لم يسجلوها، وليس لأنني قمت بتزوير. وبالتالي فإذا نجحت في الامتحان وتمكنت من ولوج إحدى المدارس العليا وبعد ثلاث سنوات من الدراسة سيكون المال الذي أتحصل عليه من العمل حراما؛ لأنه جاء من أساس غير شرعي. أفيدوني جزاكم الله خيرا لأني لا أستطيع الآن أن أركز في الدراسة بسبب هذه الوساوس عذرا على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نرى حرجاً في أن تستمر في دراستك، لأنه لم يقع منك خداع ولا غش، وإذا ترك الأساتذة تسجيل الغياب فالغالب أنهم يكونون مخولين بمثل هذا، كما أن هذه القوانين إنما يجب الالتزام بها إذا كانت قد وضعت للمصلحة لا إذا كانت مجرد عقبات.

وننبهك على أن المال الذي تتحصل عليه من العمل يكون مباحاً إذا أديته على الوجه المطلوب منك، ولو كان هناك خلل أو تقصير في الدراسة.

وننصحك بالإعراض عن هذه الوساوس، والاجتهاد في دراستك لتنفع بها نفسك والمسلمين، و نسأل الله تعالى أن يوفقك إلى خير الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني