السؤال
ساعدت أخي بمبلغ كبير من المال ـ وهو محتاج ـ لكي يكمل بناء منزله ولم يساعده أحد من إخوتي وأبي، حيث إنه أخي من أمي المتوفاة وقد غضب مني والدي وطلب مني أن جعل له توكيلا على حسابي بالبنك، ولكنني رفضت، باعتبار أنه مالي الخاص، فهل أعتبر عاقا؟ مع العلم أن أبي شخص لايتحمله أحد بسبب أخلاقه وقد حرمني من زيارته.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من حقّ والدك أن يلزمك بعمل توكيل له على حسابك بالبنك، ولا يكون امتناعك من ذلك عقوقاً له، لكن من حقّه إذا كان فقيراً لا كسب له أن تنفقوا عليه بالمعروف، قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن نفقة الوالدين الفقيرين الذين لا كسب لهما ولا مال واجبة في مال الولد.
وأما إذا كان والدك غنياً، فلا يجب عليك الإنفاق عليه، لكن من الإحسان إليه أن تعطيه ما يطلبه منك من المال ممّا لا يلحقك ضرر بإعطائه، فإن لم تفعلي فلتعتذري له برفق.
واعلمي أنّه مهما كان حال والدك وسوء خلقه، فإنّ ذلك لا يسقط حقّه عليك في البرّ، فاحرصي على برّ والدك والإحسان إليه وطاعته في المعروف، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أواحفظه. رواه ابن ماجه والترمذي، وصححه الألباني
والله أعلم.