السؤال
أنا شاب ملتزم أدرس في كلية كثيرة الاختلاط، بل إن الاختلاط أصبح أمرا عاديا، والالتزام أمرا غريبا، فأردت التعرف على فتاة ملتزمة، مع العلم أن هذا الأمر أصبح صعبا، فإنك إن وجدتها تجدها صاحبة منهج ليس بالسليم مطلقا، وبفضل الله توصلت إلى هذه الفتاة الملتزمة صاحبة المنهج السليم، وذهبت إلى أهلها وتحدثت إلى أمها ثم إلى أبيها وسارت الأمور على أحسن ما يرام، واتفقنا على أن الخطبة ستكون في هذا العيد، فلما أخبرت أمي أبي بهذا الأمر رفضه رفضا قاطعا، بحيث أنني لما عدت من سفري لم يرد الحديث معي أبدا، بحجة أن من عاداتنا أن الطالب لا يتزوج حتى ينهي دراسته ثم يشتغل، وأن من عاداتنا ـ أيضا ـ أنك إذا خطبت فعليك في كل عيد في فترة الخطبة أن تحمل هدية إلى المخطوبة.
أفتوني ـ بارك الله فيكم ـ في أمري، فماذا أقول لأب الفتاة؟ وكيف أتصرف مع أبي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدراسة في الجامعات المختلطة لا تجوز إلا عند الحاجة الشديدة، كما سبق أن بينّاه في الفتوى رقم: 5310.
أمّا عن سؤالك، فالذي ننصحك به أن تجتهد في إقناع والدك بقبول خطبة هذه الفتاة طالما أنها ذات دين، ويمكنك أن تستعين على ذلك ببعض الأقارب مّمن يقبل قولهم، فإن أصرّ على الرفض فلتعتذر لوالد هذه الفتاة ولتنتظر حتى تنهي دراستك، لكن إن كنت محتاجاً إلى الزواج وتخشى من تأخيره الوقوع في الحرام فعليك بالمبادرة بالزواج ما استطعت ولا طاعة لوالدك في تأخير الزواج في هذه الحال، وإذا لم تكن قادراً على الزواج ورفض والدك أن يزوجك حتى تنهي دراستك، فعليك بالصوم مع حفظ السمع والبصر، وأشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، واحرص على صحبة الأخيار الذين يعينونك على طاعة الله ويربطونك بالمساجد ومجالس العلم والذكر، وعليك بكثرة الدعاء والاعتصام بالله، وعلى كلّ الأحوال: فعليك أن تجتهد في برّ والدك والإحسان إليه وتحذر من التهاون في حقّه أو الإساءة إليه، فإنّ حقّه عليك عظيم.
فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي، وصححه الألباني.
والله أعلم.