السؤال
أنا فتاة متزوجة، وكنت دائما أرجو التقرب إلى الله، ولكن بعد سنة من زواجي عجز زوجي جنسيا عجزا كاملا، ورضيت بما قضى الله لي، ولكني بعد 4 سنين ضعفت وكونت علاقة وراء الأخرى، ولكن ضميري يؤنبني وخوفي من الله يزداد يوما بعد يوم، وعدم رغبتي في التخلي عن زوجي هي التي تمنعني من الطلاق، فكرت كثيرا في الانتحار كي أتخلص من ذنوبي وضعفي الذي لا أقدر على مقاومته، أريد الله ولكن ضعفي يغلبني قد بدأت في الصلاة بعد أن قطعتها سنين، ولكن الشيطان يقول لي كيف تتكلمين مع الرجل وترجعين إلى الصلاة، بدأت في الرجوع إلى القرآن وسماعه، ولكني مازالت مع هذا الرجل الذي يحبني ويشعرني بأني أنثى، وأني مثل الشابات التي في سني، فأنا لا أريد شيئا سوى أن أشعر أني امرأة محتاجة لوجود رجل في حياتها، علما بأنه مرت سنوات دون أن يأخذني زوجي في حضنه، أو يقبلني كأنما عجزت مشاعره معه، أنا في أوائل الثلاثين من عمري، وهذا العجز منذ 6 سنوات. أرجو الإجابة. هل أستمر في الصلاة مع العلم أني أفكر كيف أتغلب على نفسي وأبعد عن الخطيئة، أو أترك الصلاة إلى أن أتخلص من أخطائي؟ هل أقف أمام الله وأنا أخطئ هذا الخطأ؟ أم أنتحر لكي أتخلص من حياتي ومن أخطائي التي زادت عن الحد، مع العلم أني في يوم من الأيام فكرت في الطلاق عندما فاض بي الكيل، ولكن لم أجد أهلي يقفون بجانبي، كأنهم لا يشعرون بي. أرجوكم احكموا لي بالانتحار كي أتخلص من نفسي، فقد قرفت منها ومن حياتي، ولولا كسوفي من مقابله الله لفعلتها. والله أرجو الرد فأنا بجد متعبة من كل شيء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما تقومين به أيتها السائلة من علاقة مع هؤلاء الرجال الأجانب أمر محرم لا خلاف في تحريمه، ولسنا بحاجة إلى الاستفاضة في هذا لوضوحه وظهوره. وراجعي في ذلك الفتويين التاليتين: 22368، 28080 .
وما أصيب به زوجك من عجز لا يسوغ لك هذا الذي تفعلين بأي حال، فإن الشرع قد جعل لك من هذا مخرجا كريما، إما بفسخ النكاح عن طريق القضاء، وإما بطلب الطلاق من زوجك لأجل الضرر اللاحق بك، وإما بالخلع إن رفض الزوج الطلاق. وقد بينا هذا في الفتويين التاليتين: 56738 ، 113898.
ولا يجوز لأهلك أن يمنعوك حينئذ من الطلاق، فإن أصروا على منعك من حقك في الانفصال عن زوجك، فارفعي أمرك للقضاء ليتولى القاضي ذلك رغما عنهم، والواجب عليك أن تسارعي بالتوبة إلى الله سبحانه من هذه العلاقات وقطعها فورا، ثم عليك بالمحافظة على إقامة الصلاة، فإن الصلاة وذكر الله أعظم عون للعبد على ترك الفواحش والمنكرات. قال سبحانه: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {العنكبوت:45}
جاء في تفسير البغوي وقال عطاء في قوله: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر" قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.
وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا قال لبني إسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره، فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، و إن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني .
واعلمي أنه لا يجوز ترك الصلاة أبدا مهما صدر من العبد من مخالفات، وهذا الحرج والضيق واليأس الذي تجدين في صدرك إنما تتخلصين منه بترك هذه المنكرات لا بترك الصلاة التي هي عماد الدين. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 121717.
وأما الانتحار فإنه كبيرة من كبائر الذنوب، وكثيرا ما يوسوس الشيطان للإنسان أنه هو الحل لما يعانيه من مشكلات، وهذا وهم كبير فإنه وإن كان صاحبه سيهرب به من شقاء الدنيا، فإنه سينتقل إلى الشقاء الأعظم في نار الجحيم والعياذ بالله. ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم: 10397.
والله أعلم.