السؤال
لدي أم توفيت منذ يومين وكانت قد أجرت عملية جراحية في رأسها، وقد ذهبت لزيارتها ومكث معها شهرين من الزمان وقد فرحت فرح شديداً لما استيقدت من غرفة الإنعاش ورأتني وجلست معها حتى خرجت من المستشفى، وبقيت معها حتى برئت وأصبحت تمشي وحدها، وصمت شهر رمضان كله معها, وكانت أمي تعيش مع أختي، فمكثت معهم المدة التي ذكرتها أنفاً، وحان وقت رجوعي وأنا مقيم في كندا وأحسست وكأن أمي تريد أن أبقى معها وكنت قد أخبرتها أنه لا بد لي من الرجوع لكي أشتغل، وبالفعل رجعت وسهل الله لي برجوعي فوراً إلى العمل, ولكن هيهات هيهات ما مكثت إلا شهراً واحداً وتوفيت أمي، وأنا الآن أعيش حسرة كبيرة, وأحس وكأني تخليت عنها، وأنا واثق وكأنها تريدني أن أبقى معها، والآن أنا حزين على ما فعلت، حتى الذهاب إلى جنازتها لم أوفق إليه لأنه ليس هناك رحلة في يوم وفاتها, وقد دفنها إخوتي، وها هي الآن بين يدي الله، وأنا أدعو لها بالرحمة والغفران ولست أدري أذهبت وهي راضيةٌ عني أم غير ذلك، أصبحت وكأني عبد فارغ، لقد عانت أمي من كل الأمراض، وخاصةٍ في المدة الأخيرة، وقد خطر في بالي وكأن المولى عز وجل أراد أن يطهرها قبل رجوعها إليه وهذا ما أحسست به. أردت فقط منكم الإستشارة هل ما فعلته هو عقوق للوالدين؟ وإذا كان الأمر كذلك ما هي كفارتي بغض النظر عن أنني أدعو لها في سجودي وأتصدق عليها وهذا من واجبي وبارك الله فيكم؟ أردت كذلك من حضراتكم أن تدعو لها الله جل وعلا أن يدخلها فسيح جناته وأن يبدلها دار خير من دارها وأهلاً خيراً من أهلها؟