السؤال
أعاني من مشكلة وبحتاجة إلى دعمكم لي: فأنا مخطوبة من فترة وفى أول الخطوبة كنت أترك خطيبي يمسك بيدي ونحن خارجون مع أهلي، ولكن نفسيتي تعبت جدا، لأنني كنت أحس أنني أرتكب ذنبا عندما يمسك خطيبي بيدي فصليت ووعدت ربنا أنني لن أعمل هذا أبدا أثناء الخطوبة، بل وأقسمت وقلت لخطيبي إنني أقسمت بالله أنك لن تمسك بيدى فى فترة الخطوبة، وهذا الكلام مضت عليه فترة طويلة، وخطيبي كان مسافرا لمدة أسبوعين فى شغل وسيرجع خلال هذين اليومين وقال لى إنه سيمسك بيدى ومصصم على ذلك وأنا تعبت جدا من المناقشة معه فى حرمة الموضوع ففى البداية يقتنع وبعد ذلك يرجع ويقول كل مخطوبة يمسك خطيبها بيدها فلماذا نحن لا؟ إلى أن قطعت المناقشات معه وقلت له إنني حلفت مثل ما أوضحت لك فى البداية، وهو الآن سيأتي فماذا أعمل معه؟.
الله يكرمكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحكم المخطوبة بالنسبة للخاطب ـ ما دام لم يعقد عليها ـ لا يختلف عن حكم أي فتاة أجنبية عنه، فلا يحل له الخلوة بها ولا لمس بدنها، بل ولا الحديث معها لمجرد الاستمتاع والتشهي، وإنما يجب أن يقيد ذلك بقيود الكلام مع الأجنبية فلا يكون إلا للحاجة والمصلحة المعتبرة شرعاً في حدود الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة من الليونة وإزالة الكلفة، وانظري الفتوى رقم: 1151.
وعلى ذلك، فما يطلبه منك هذا الخاطب حرام بلا شكّ ـ إن كان لم يعقد عليك كما هو الظاهر ـ ولا يحلّ لك إجابته لهذا المنكر وعليك أن تتعاملي مع هذا الأمر بحزم وتحذري من التهاون في حدود الشرع ولو أدى ذلك إلى فسخ الخطبة، واحرصي على مرضاة الله ولو سخط منك الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
واعلمي أنك إن صبرت والتزمت حدود الله فلن يضيعك الله أبداً، قال تعالى: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
والله أعلم.