السؤال
بيتي يبعد عن المسجد حوالي: 300 متر وأنا مريض بالقلب، فهل يجوز لي الاستيقاظ صباحا والاستماع إلى خطبة العيد وتأدية الصلاة من بيتي، علما بأن نظام دوائي الخاص يتحتم علي أن أتناول مدرا للبول ثم بعد ساعتين آخذ الدواء الخاص بي والذي يساعدني على القيام بالأعمال اليومية ـ وفعلا ـ أتمنى لو أستطيع. وبصراحة أشعر بالاطمئنان لسؤالكم، لطرحكم الجميل للفتاوى.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نسأل الله لنا ولك الشفاء والعافية، ونفيدك أن الخروج لشهود صلاة العيد قد أكد الشارع طلبه ممن يقدر عليه، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بخروج العواتق وذوات الخدور والحيض حتى يحضرن الخير، كما في حديث أم عطية قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الحذور، وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين. متفق عليه.
وقد اختلف أهل العلم هل صلاة العيد سنة مؤكدة ـ وهو مذهب الجمهور ـ أم أنها واجبة؟ وبه قال أبو حنيفة. وقيل: إنها فرض كفاية ـ وهومذهب الحنابلة ـ وقد قدمنا بسط أدلتهم في الفتوى رقم: 29328.
وأما من كان عاجزاً عن الحضور لصلاة العيد مع المسلمين وأمكنه سماع الصوت في بيته فيمكن أن يصلي في بيته مقتدياً بصوت الإمام عند الجمهور، وذلك أن المالكية أجازوا الاقتداء بصوت الإمام ولو بعد، وأجازه الشافعية إذا لم يبعد الإمام عن المأموم أكثر من ثلاثمائة ذراع.
وأما الأحناف فقد منعوا الاقتداء بالصوت خارج المسجد واستثنوا من ذلك صلاة العيد، وراجع الموسوعة الفقهية والمغني لابن قدامة.
واعلم أن حضور الصلاة أهم من سماع الخطبة، لأن الخطبة يسوغ التخلف عنها، لما في الحديث: إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب. رواه أبو داود، وصححه الألباني.
قال المجد بن تيمية: فيه بيان أن الخطبة سنة، إذ لو وجبت وجب الجلوس لها. انتهى.
والله أعلم.