الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اشترك في شركة كويست جاهلا فهل له بيع موقعه لغيره

السؤال

لقد دعاني أحد الأقرباء لشركة تدعى كويست، وقد بين لي عمل الشركة ثم قمت بالإشتراك بها، ثم بعد ذلك قرأت في موقعكم الكريم فتوى التحريم علما أنني من الملتزمين جدا بفضل الله ولم أكن أعلم بمسألة التحريم عند الاشتراك. فهل يجوز لي بيع الموقع لشخص آخر علما بأني قد أوقفت العمل به وأود أن أكون صريحا أني استفتيت قلبي ووجدت في عملية بيعه شبهة فوددت من حضرتكم أن أتاكد وما يجب علي من كفارة وغيره؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله على نعمة الهداية إلى الالتزام بالدين وامتثال أوامره، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك هدى وورعا، ونفيدك بأنه إذا كان من سيشتري منك الموقع في العمل المحرم التي فررت منه، فلا يجوز بيعه، فعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وإن الله إذا حرم على قوم شيئا حرم عليهم ثمنه. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.

ولأن ذلك سيكون من باب التعاون على عمل محرم. والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. {المائدة:2}.

وأما ما اكتسبته من العمل المذكور فبما أنك لم تكن تعلم بالتحريم، فلا حرج عليك في الانتفاع به ولا يلزمك التصدق به. وانظر الفتوى رقم: 80171.

ولا كفارة عليك فيما فعلت، وإنما عليك ألا تعود إلى مثل ذلك في المستقبل، واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.{الطلاق:2، 3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني