الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم الطالية إذا وقعت في حب زميل لها

السؤال

أريد أن أعرف كيف يرزق العبد بالحب الإلهي بين رجل و امرأة، لأنني شخصيا طالبة في الجامعة وأحب طالبا في كليتنا كونني تكلمت معه كزميل ليس أكثر، وبعد ما تبت أريد أن أتركه من أجل ربنا ولكن أحبه كيف أفعل وكيف أتوقف عن الكلام معه سوف يظن أشياء أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحب الإلهي هو الحب في الله، ومن أسباب نيله تذكر فضله واستشعار ما عند الطرف الآخر من الأعمال التي يحبها الله، فمن أحب شخصا لا يحبه إلا لله أحبه الله ونال بذلك حلاوة الإيمان. كما في الحديث: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وذكر منها أن يحب المرء لا يحبه إلا لله. متفق عليه.

وفي الحديث القدسي: وجبت محبتي للمتحابين في. رواه مالك في الموطأ بسند صحيح كما قال النووي.

وهذا الحب يمكن حصوله بين الرجال والنساء كما بينا في الفتوى رقم: 47746.

وضابطه أنه يزيد بزيادة الطاعة والاستقامة عند الطرف المحبوب وتنقص بنقصها ،وأما الحب المزعوم بين الطلاب فهو في الغالب من مصائد الشيطان وهو من المحرمات إذا كان منشؤه نظرا محرما أو اختلاطا محرما أو كلاما محرما، ولو وقع حب فتى في قلب الفتاة بسبب نظرة ولم تتعمد معاودة النظر له فهذا لا يكون حراما. ولكن علاجه والسلامة من وقوع المحظور بسببه أمر واجب شرعا فإن أمكن العلاج بالزواج فهو أفضل. لما في حديث ابن ماجه: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

وإلا فيجب حسم الأمر بالانقطاع نهائيا عن اللقاء بهذا الفتى وعدم النظر إليه ومخالطته. وأيقني أن تركك إياه لوجه الله سيعوضك الله به خيرا من لما في حديث المسند: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. انتهى.

ولا يهمنك موضوع ظنه فطاعة الله مقدمة ومن اتقاه وتوكل عليه كفاه شر كل ذي شر، فاستقيمي على طريق الإنابة والتوبة وتحصني بالأذكار المأثورة واعمري وقتك بطاعة الله، وابحثي عن زوج صالح تسعدي معه بحب يخضع للشرع.

وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للاطلاع على المزيد فيما ذكرنا وعلى علاج العشق: 5714، 52433، 9360، 93473، 61490، 96816.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني