السؤال
أنا الآن فى ثانوية عامة وآخذ الكثير من الدروس وقد تأتي الدروس فى وقت الصلاة ولا أستطيع أن أصلي الفرض، مثال ذلك: عندي درس في الساعة 4.30 وينتهي 6.35، وهكذا ضاعت صلاة المغرب في هذه الأثناء فهل هذا عذر يبيح لي تأخير الصلاة؟ أم أنني آثم؟ مع العلم أنه لا يمكنني أن أغير موعد هذا الدرس ولا أستطيع أن أترك الحصة.
فأرجو الرد بسرعة، لأن الأمر هام، وشكراً لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مما يؤسف له ما آل إليه أمر كثير من المسلمين من التهاون بشأن الصلاة التي هي عمود هذا الدين وقد قال عمر ـ رضي الله عنه: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.
رواه البخاري.
والآيات والأحاديث الدالة على فضيلة الصلاة وعظم شأنها وعاقبة تضييعها والتفريط فيها أكثر من أن يأتي عليها الحصر، ومن مظاهر هذا التهاون أن يكون مدرس يدرس جماعة من الطلبة ويدخل وقت المغرب ويخرج ولا يكترث منهم أحد، وكأنهم ممن لا تجب عليهم الصلاة ـ فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ ونسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يبصرهم بما فيه رشدهم.
وأما أنت ـ أيها الأخ الكريم الحريص على أمر الصلاة ـ فاعلم أن إخراج الصلاة عن وقتها لغير عذر لا يجوز ـ بل هو من أكبر الكبائرـ ولا يجوز لك تأخير صلاة المغرب عن وقتها لتصليها مع العشاء إلا لعذر يبيح لك الجمع بين الصلاتين، وقد بينا الأعذار المبيحة للجمع في الفتوى رقم: 6846، وبينا أن الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 53951.
وما ذكرته من حضور تلك الحصة الدراسية مما لا يعد عذراً مبيحاً للجمع، والواجب عليك أن تناصح هذا المدرس بلين ورفق، وكذا عليك أن تناصح إخوانك من الطلبة بوجوب المحافظة على الصلاة في وقتها، وأن ذلك من أكبر أسباب التوفيق في الدراسة، فإن الله يعين من أطاعه ويوفقه للفهم وجودة التحصيل، ثم إن لم ينتصحوا ولم يكن لك بد من حضور هذه الحصة، فيمكنك أن تحضرها متوضئاً حتى إذا دخل وقت الصلاة استأذنت من المدرس فأديت صلاتك في دقائق لن يكون لها تأثير على تحصيلك ـ بإذن الله.
والله أعلم.