السؤال
أردد ـ أحيانا ـ بعض الأذكار عندما أجلس في المسجد منتظرا الصلاة، أوكلما كنت في حالة فراغ، وهذه الأذكار هي: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله: عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم: عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه: عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد: عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين: عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
فهل في ذلك أي مخالفة أو بدعة؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ في ترديد هذه الكلمات، فقد ورد في نصوص السنة ما يدل على مشروعية الذكر على هذا الوجه فروى مسلم في صحيحه عن جويرية ـ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ: مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ: ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ.
وعن سعد بن أبي وقاص: أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل؟ سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك.
رواه أبو داود والترمذي.
وعن صفية قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها فقال: لقد سبحت بهذا، ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به؟ فقالت: علمني، فقال: قولي سبحان الله عدد خلقه.
رواه الترمذي.
قال الشوكاني ـ رحمه الله: وفي الحديثين الآخرين فائدة جليلة: وهي أن الذكر يتضاعف ويتعدد بعدد ما أحال الذاكر على عدده وإن لم يتكرر الذكر في نفسه فيحصل مثلا على مقتضى هذين الحديثين لمن قال مرة واحدة: سبحان الله عدد كل شيء من التسبيح ما لا يحصل لمن كرر التسبيح ليالي وأياما بدون الإحالة على عدد.
انتهى.
وننبهك إلى أن ما ذكرته بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم محتاج إلى تصحيح لفظه، وذلك بأن تقول اللهم صل على محمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك، فالخطاب لله تعالى، لأن هذا دعاء.
والله أعلم.