السؤال
هل يجوز أن أدعو بهذا الدعاء (اللهم لا تردني إلى أرذل العمر)؟ ولكم كل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدعاء المذكور مستحب لما ثبت في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه: كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر.
وعقد الإمام البخاري في صحيحه باباً بعنوان: باب الاستعاذة من أرذل العمر ومن فتنة الدنيا وفتنة النار. وذكر فيه الحديث السابق بلفظ: عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: تعوذوا بكلمات كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهن اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من البخل وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر. وذكر الإمام البخاري في صحيحه بابا آخر يبين المقصود بأرذل العمر فقال: باب التعوذ من أرذل العمر، أراذلنا سقاطنا. ثم روى بإسناده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ يقول: اللهم إني أعوذ بك من الكسل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من الهرم وأعوذ بك من البخل.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أورد فيه حديث أنس وليس فيه لفظ الترجمة لكنه أشار بذلك إلى أن المراد بأرذل العمر في حديث سعد بن أبي وقاص الذي قبله الهرم الذي في حديث أنس لمجيئها موضع الأخرى من الحديث المذكور. انتهى. قال الصنعاني في سبل السلام: والمراد من الرد إلى أرذل العمر: هو بلوغ الهرم والخرف، حتى يعود كهيئته الأولى في أوان الطفولية، ضعيف البنية، سخيف العقل، قليل الفهم. انتهى. وزاد المباركفوري في بيان المعنى فقال: ويقال: أرذل العمر أردؤه وهو حالة الهرم والضعف عن أداء الفرائض وعن خدمة نفسه فيما يتنظف فيه فيكون كلا على أهله ثقيلاً بينهم يتمنون موته. انتهى. تحفة الأحوذي.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني