الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلوة بالأجنبية نذير خطر وشر

السؤال

تعرفت على فتاة واتفقنا على الزواج ووهبت نفسها لي زوجة ووهبت نفسي لها زوجا أمام الله وتقدمت لأهلها واتفقنا على ميعاد للخطوبة، وبعد تحضير الشقة وفي هذه الفترة اجتمعت بها أكثر من مرة، والسؤال: ما حكم الدين في هذا؟ وهل يعد زنا؟ وأعوذ بالله من ذلك، فأنا والحمد لله ـ أصلي وأقرأ القرآن وأصوم، ولكن حبي لها هو الذي جعلني أفعل ذلك، وأتمنى من الله أن يحفظها لي.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أن التعارف بين الشباب والفتيات الأجانب ـ ولو كان بغرض الزواج ـ باب للفتنة وذريعة للفساد، وإنما المشروع لمن أراد الزواج من امرأة أن يخطبها من وليها وتظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، وانظر الفتوى رقم: 1769.

وعليه، فقد تعديتما حدود الله بإقامة علاقة قبل الزواج واجتماعكما الذي يظهر أنه في خلوة، وقولك إنك قد وهبت نفسك لها ووهبت نفسها لك كلام باطل لا يغني عنكما شيئا ولا أثر له في إباحة ما حرم الله عز وجل من الأجنبية ـ من خلوة بها أو النظر إلى عورتها أو لمسها ونحو ذلك من المحرمات ـ فالزواج الصحيح له شروط وأركان لا يصح بدونها: كالولي والإشهاد، وراجع هذه الشروط في الفتوى رقم: 5962.

فالواجب عليكما قطع هذه العلاقة والمبادرة بالتوبة، وذلك بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود مع مراعاة الستر وعدم المجاهرة بالذنب والإكثار من الأعمال الصالحة والحسنات الماحية، وانظر الفتوى رقم: 27534، ولمعرفة الفرق بين الزنا الذي يترتب عليه الحد وغيره راجع الفتوى رقم: 3950.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني