السؤال
حديث النفس أتعبني، ففي الصيف كانت تأتيني وساوس بسب الله -عز وجل- وكنت أكرهها بشـدة, وأحاول مقاومتها ولأقنع نفسي بأني أنا من أنطقها وأنها صادرة مني كنت أقولها في نفسي (مثلاً الله كذا) بإرادتي وأنا كارهة لذلك، ثم أقول في نفسي لن أنطق هذه الكلمات مجدداً يعني هكذا (الله كذا ) لن أقول هذه الكلمة. فما حكمي؟
وكانت وقتها لدي وساوس كثيرة حول ذات الله، وأيضا اليوم كنت مستلقية على فراشي فتخيلت أن صديقتي تقول لي شعرك رائع, فتخيلت أني أقول لها هذا سيستمر لفترة ولكن عندما أعود للوضوء سيسوء شعري وسببت الوضوء في نفسي هل أأثم؟ويعد هذا كفرا؟ أنا كنت أحدث نفسي وظننت أن سب العبادة في النفس عادي ولكن أعلم أن سب العبادة كفر وبعد ذلك ندمت على ما فعلت؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فسب العبادة أو سب الله تعالى أو سب دينه، إن كان مجرد خاطر وحديث نفس، فلا يؤاخذ به العبد ما لم يتلفظ به، أو يعمل بمقتضاه، أو يستقر في قلبه بحيث يصير اعتقاداً لا ينفر منه صاحبه ولا يكرهه، وقد سبق لنا تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 131393 ، وما أحيل عليه فيها.
ثم إن كره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان.
فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ. وراجعي في ذلك الفتويين: 7950 ، 12300. والسائلة الكريمة من هذا النوع إن شاء الله، لأنها تقول عن نفسها: (وكنت أكرهها بشـدة .. وأنا كارهة لذلك).
وقد سبق لنا بيان سبل التخلص من الوسوسة وعلاجها في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 70476 ، 48325 ،124259 ، 60628 ، 78372 ، 3086.
والله أعلم.