السؤال
سؤالي يتعلق بالحنث في الحلف: ذهبت للقيام بتحاليل تهم حالتي الصحية، وبينما الحديث يدور بيني وبين الموظفة علمت أن حفل زفافي قريب، ولما انتهيت وقضيت مصلحتي قالت لي مازحة إياك أن لا تعزميني على فرحك، وأنا كنت أعلم أنها تمزح فكيف أعزم امرأة على حفل زفافي وأنا لم أرها إلا مرة واحدة ولم يكن بيني وبينها أي سابق معرفة، المهم أجبتها والله لأعزمك. وفجاة صدمت لما قلت، كيف ذلك أنا لم أقصد الحلف ولم أقصد أن أعزمها. فقط أردت أن أجاملها. هي تبسمت ولسان حالها يقول أنت تجامليني.. أخبروني أثابكم الله ماذا أفعل أنا لا يمكنني أن أعزمها على فرحي كما أسلفت، وفي نفس الوقت لم أرد أن أبدو مستهترة أمام ربي أولا، مع العلم أني دائما أتحرز من الحلف حتى لا أسقط في مثل هذه المواقف، ثم أمام تلك السيدة.. خاصة وأنا محجبة ودائما الشائعة عن المحجبات بأنهن يضعن فقط الحجاب ولسن بملتزمات بجد. والله هذا أمر أرقني. فأفيدوني بارك الله فيكم هل أصوم 3 أيام ككفارة. وماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاليمين التي تجري على اللسان بلا قصد تُعد لغواً، ولا توجب كفارة عند الحنث، وهي داخلة في قوله تعالى: لاّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ. {البقرة:225}. وقوله عز وجل: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ. {المائدة:89}، والظاهر أن يمين السائلة من هذا النوع، فهي لم تقصد ولم تنو ولم تعقد بقلبها شيئاً، كما فهمنا من سؤالها، وللفائدة عن ذلك يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 20864، والفتوى رقم: 11096.
وعلى أية حال فالذي ننصح به أن تذهبي لهذه المرأة لدعوتها إلى حفل الزفاف، وتخلطي ذلك بنصحها بالحجاب بأسلوب مناسب، فإن الدين النصيحة، وبذلك تحصلين على عدة مصالح، منها إبراء صدرك من هذا اليمين، ومنها السمعة الطيبة للمحجبات كما أشرت في سؤالك، ومنها أداء حق أختك المسلمة ببذل النصيحة لها، ولعل ذلك يكون بداية خير لهذه المرأة على يديك.
والله أعلم.