السؤال
كنت راكبا في وسيلة مواصلات، وخالتى كانت راكبة فى نفس وسيلة المواصلات، ولم أكن أعرف ذلك، وكنت أحاول غض بصري عن النساء، ولكن خالتى قامت بالنداء علي وغضبت مني وقالت لي: أنت تراني ولا تريد أن تكلمني أو تهتم بي، فأفهمتها أنني كنت أحاول غض بصري ولم أكن أراها، ولم ألمحها نهائيا، ولكنها لم تستوعب ذلك. فهل أنا مخطئ ومذنب؟ وكيف يكون غض البصر الصحيح حتى لا أكون أفهم غض البصر بطريقة خاطئة؟ فهل غض البصر هو أن لا أنظر إلى النساء نهائيا؟ أعرف أنه حلال أن أنظر إلى خالتي ولكن كيف أعرف هل أنظر إلى النساء كلهن لعلي أرى إحدى خالاتي أوعماتي أو قريباتي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلست مخطئاً في غض بصرك وعدم رؤيتك لخالتك نتيجة ذلك، فإنّ غض البصر عن الحرام واجب، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ. {النور: 30}.
و أما كيف تغض بصرك، فعليك اجتناب النظر إلى الأجنبيات منك، فإن وقعت عينك على أجنبية فعليك صرفها.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِعَلِىٍّ : يَا عَلِىُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ. رواه أبو داود وحسنه الألباني.
وعَنْ جَرِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ: اصْرِفْ بَصَرَكَ. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وأما سؤالك: هل أنظر إلى النساء كلهن لعلي أرى خالاتي أو عماتي؟ فنقول: لا تطلق بصرك في النساء لاحتمال أن يكون بينهن بعض محارمك، فإن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح .
واعلم أنّ غض البصر من أنفع الأمور لحفظ الفرج وطهارة النفس وقوة القلب وصفائه واستشعار حلاوة الإيمان. وراجع في فوائده وثمراته الفتوى رقم :78760.
مع أن البحث عن خالتك يمكن بوسيلة أخرى غير إطلاق النظر في غير المحارم، كالنداء عليها مثلا أو السؤال عنها.
والله أعلم.