السؤال
لماذا نهى الله عز وجل داود عليه السلام أن يحنث فى يمينه (خذ بيدك ضغثا .....)بينما النبى محمد صلى الله عليه وسلم أمره الله عز وجل بأن يحنث ويكفر عن يمينه (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم ...)؟
لماذا نهى الله عز وجل داود عليه السلام أن يحنث فى يمينه (خذ بيدك ضغثا .....)بينما النبى محمد صلى الله عليه وسلم أمره الله عز وجل بأن يحنث ويكفر عن يمينه (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم ...)؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الذي أمره الله تعالى أن يبر يمينه ولا يحنث فيها هو أيوب- عليه السلام- قال أهل التفسير: وكان قد حلف في مرضه فقال: والله إن أقامني الله من مرضي هذا لأجلدنك مائة، فقال الله تعالى له: "وخذ بيدك ضغثا فاضرب به" زوجتك حتى تبر يمينك "ولا تحنث"، والضغث هو ما يجمع من شيء مثل ملء الكف من القضبان والشماريخ ونحو ذلك.
وقالوا: إن قوله تعالى : وَلَا تَحْنَثْ. يدل على أحد وجهين: الأول: أنه لم يكن في شرعهم كفارة، وإنما كان البر والحنث. والثاني: أن يكون صدر منه نذر لا يمين، والنذر إذا كان معيناً فلا كفارة فيه عند كثير من أهل العلم. فجعل الله له مخرجا من الحنث في جمع مائة عود من الحشيش أو ما أشبهه فضرب بها زوجته فبر بيمينه.
وأما قوله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ {التحريم:2}. فمعناه أنه بين لهم تحليل اليمين وكفارتها.
قال أهل التفسير: أي إذا أحببتم استباحة المحلوف عليه، فكفروا عن أيمانكم كما بين لكم في سورة المائدة: فكفارته إطعام عشرة مساكين.. الآية 89 من سورة المائدة .
ولذلك جاء في الصحيحين وغيرهما أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: إني والله- إن شاء الله- لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير، أو أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني