السؤال
ما مدى صحة هذه الجملة: إن الدنيا طبعها هكذا لا تحب أحداً.. تأخذ منه.. وإن أعطته شيئا فستأخذه منه عاجلاً أم آجلاً فلا تأمن لها.. ولا تحزن؟ وجزاكم الله خيراً.
ما مدى صحة هذه الجملة: إن الدنيا طبعها هكذا لا تحب أحداً.. تأخذ منه.. وإن أعطته شيئا فستأخذه منه عاجلاً أم آجلاً فلا تأمن لها.. ولا تحزن؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كثر الكلام على ذم الدنيا في كلام العلماء والوعاظ، شعراً ونثراً، وقد تضمن كلامهم كثيراً من البلاغيات كالمجازات والتشبيهات وغيرها.. ومن هذا ما ورد في السؤال من تشخيص للدنيا وكأنها إنسان يحب ويكره ويعطي ويأخذ، وقد جاء في غذاء الألباب شرح منظومة الآداب ما يشبه ذلك.
يقول السفاريني: ولم تزل الدنيا تصدع بالأحبة والإخوان، وتفجع بأهل المحبة والأخدان، وتخدع وتتقلب، وتلذع وتتلهب: فإن أضحكت أبكت، وإن واصلت قلت، وإن سالمت خانت، وإن سامحت غلت، وإن أفرحت يوما فيومان للأسى، وإن ما جلت للصب يا صاح أوجلت، حلاوتها غذاء فاحذر مذاقها، إذا ما حلت للمرء في البأس أوحلت.
ويقول ابن القيم: ومثلت (يعني: الدنيا) بامرأة من أقبح النساء قد انتقبت على عينين فتنت بهما الناس وهي تدعو الناس إلى منزلها فإذا أجابوها كشفت لهم عن منظرها وذبحتهم بسكاكينها وألقتهم في الحفر وقد سلطت على عشاقها تفعل بهم ذلك قديماً وحديثاً. عدة الصابرين.
والمقصود من هذا ونحوه التحذير من فتنة الدنيا والركون إليها والاغترار بها، وهذا التحذير يتخذ صوراً متنوعة عند العلماء والوعاظ. وبالجملة ليس فيما ذكر في الجملة المسؤول عنها معنى فاسد.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني