الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس لا تضر ما دام العبد يبغضها ويدافعها

السؤال

تأتيني وسوسة بأشياء بشعة وسيئة عن الله ـ كالشرك والكفر ـ وأواصل التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا فائدة.
أرجو منكم الرد علي، ولا أريد الربط بفتوى أخرى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يعافيك من تلك الوسوسة وأن يعينك على مدافعتها وأن يكتب لك أجر مجاهدتها في ميزان حسناتك.

واعلمي أن تلك الوساوس لا تضرك طالما أنك تدافعينها وتبغضينها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم.

متفق عليه.

وعن أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.

رواه مسلم.

فنوصيك بالاستمرار في المجاهدة ومواصلة الصبر وعدم اليأس مع فعل الأمور التالية.

1ـ الالتجاء إلى الله تعالى بصدق وإخلاص في أن يذهب الله عنك هذا المرض.

2ـ الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم بإخلاص وحضور قلب.

3ـ الإكثار من قراءة القرآن والمحافظة على الذكر لا سيما أذكار الصباح والمساء.

5ـ إدامة التفكر في مخلوقات الله العظيمة ـ كالسماء والأرض وما فيهما.

6ـ الإعراض عن هذه الخواطر ومدافعتها وعدم التفكير فيها، وهذا من أهم وسائل العلاج، وقد أطبق عليه أهل العلم، فإن الوسواس من عمل الشيطان، يريد أن يفسد به دين المسلم وعبادته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة ولا يضجر، لأنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان: إن كيد الشيطان كان ضعيفا.

وكلما أراد العبد توجهاً إلى الله بقلبه جاء الوسواس من أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله أراد قطع الطريق عليه. هـ.
وإذا استسلم الشخص للوساوس ولم يقطعها فقد تجره إلى ما لا تحمد عقباه ـ والعياذ بالله ـ ومن أفضل السبل إلى قطعها والتخلص منها: الاقتناع بأن التمسك بها اتباع للشيطان.

وقال ابن حجر الهيتمي: للوسواس دواء نافع: هو الإعراض عنه جملة، وإن كان في النفس من التردد ما كان فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها. هـ.

7ـ ويمكنك عرض حالتك على المختصين بالطب النفسي، وانظري ـ أيضا ـ الرابط التالي:

https://www.islamweb.net/ar/consult/17690

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني