السؤال
أرجو قراءة السؤال كاملا الله يجزيكم كل خير: فأنا أعمل مهندس مبيعات في إحدى الشركات الخاصة من حوالي أربعة أشهر ـ فقط ـ ومن المفترض أن هذه الشركة: هي توكيل تركي لأحد المنتجات الكهربائية، ولكن اتضح لي أن بعض المنتجات ليست تركية المنشأ، وإنما هي صينية وكنت لا أعلم ذلك وكنت أبلغ العملاء أنها تركية ـ وكثير من الشركات تفعل ذلك فهي في الأصل صينية ثم تتغير داخل مصر إلى فرنسية أو تركية أو غيرها ـ أولا أنا ـ إن شاء الله ـ سوف أترك العمل، لأنه غش، وهذا ليس هو السؤال، إنما سؤالي هو: ماذا أفعل في مرتب هذا الشهر؟ هل آخذه أم لا؟ وما الحكم في مرتبات الشهور السابقة؟ وهل عندما أترك العمل أعطي أحد زملائي ما كنت أعمل ومتابعة العملاء أم لا؟.
أرجو سرعة الرد.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دمت لا تعلم حقيقة تلك الأدوات وقد قلدت أصحاب الشركة فيما أخبروك به عن تلك المعدات، فلا حرج عليك فيما بيع منها مغشوشا والإثم على أصحاب الشركة الذين غشوا وخدعوا، فلا حرج عليك فيما كان ولا فيما أخذت من أجر عن عملك في تلك الشركة، ولا يلزمك أن تتصدق أو تخرج شيئا من راتبك فيما مضى.
وأما الآن وقد علمت بصنيع أصحاب تلك الشركة: فلا يجوز لك أن تعمل معهم في الغش والخداع، لقول الله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}.
وإذا تركت العمل المحرم، فلا يجوز لك أن تعطيه لغيرك أو تدله عليه، لأنه كما حرم عليك، فإنه يحرم عليه هو ـ أيضا.
وإن كان في الشركة مجال خال من الغش والأمور المحرمة، فلا حرج عليك في العمل به والانتفاع بما تأخذه عليه من أجر، وللمزيد انظر الفتاوى التالية أرقامها: 73512، 108479، 117294.
والله أعلم.