السؤال
أنا مصاب بدوالي الخصية، وعند ما أريد أن أخطب امرأة أخبر أهلها بذلك، وكان أغلبهم يرفضون وعندما قمت بأجراء تحليل للسائل المنوي تبين أنه طبيعي، مع العلم أن الدوالي كانت واضحة جدا بالجهة اليسرى وبسيطة بالجهة اليمنى، وقد نصحني الطبيب بأن أجري عملية ربط الدوالي للمحافظة على هذا الحال، وعند سؤالي لأهل العلم عن إخبار المخطوبة بالدوالي كانت الإجابة بنعم، ونُصحت بإجراء العملية حتى من قبل أهل العلم الشرعي، وبعد إجراء العملية كانت نتيجة التحليل غير طبيعية -حزنت كثيرا لأجل هذا، مع العلم أني قد استخرت الله قبل إجراء العملية، والحمد لله على كل حال-وأصبح الأمر أكثر تعقيدا.
بماذا أخبر أهل المخطوبة؟ بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعيوب التي يجب على الخاطب بيانها للمخطوبة هي العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة أو المعدية، كالبرص والجذام ونحو ذلك، وانظر الفتوى رقم: 53843.
والظاهر من السؤال أن حالتك لم تكن تستدعي إخبار مخطوبتك اللهم إلا إذا كان ما بك يمنعك من الوطء فالواجب عليك إخبار من تتقدم إليها، أمّا إذا كنت قادرا على الوطء لكن أخبرك الأطباء أنك عقيم لا تنجب فجمهور العلماء علي أنه لا يجب عليك في هذه الحال أن تخبر من تتقدم إليها، ويرى بعض العلماء أنه يجب عليك الإخبار بالعقم لأنه عيب يمنع الزوجة من مقصود النكاح، وهو قول ابن القيم وصوبه الشيخ ابن عثيمين، قال في الشرح الممتع: والصواب أن العيب كل ما يفوت به مقصود النكاح، ولا شك أن من أهم مقاصد النكاح المتعة والخدمة والإنجاب، فإذا وجد ما يمنعها فهو عيب، وعلى هذا فلو وجدت الزوج عقيماً، أو وجدها هي عقيمة فهو عيب.
وعلى ذلك فالأولى لك أن تخبر من تتقدم إليها بعدم قدرتك على الإنجاب خروجاً من الخلاف وقطعاً للنزاع، وقد ورد عن الإمام أحمد ما يفيد ذلك، فقد جاء في مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه: قلت: الرجل يتزوج المرأة وهو عقيم لا يولد له؟
قال أحمد: أعجب إلي إذا عرف ذا من نفسه أن يبين عسى امرأته تريد الولد.
قال إسحاق: كما قال, لأنه لا يسعه أن يغرها. انتهى.
والله أعلم.