السؤال
أفتوني جزاكم الله خيرا، أنا شابة أعمل في مدينة غير مدينتي، ولي والدة أصرف عليها وهي امرأة عجوز أصيبت بمرض الزهيمر أو الخراف، فأخذتها من بيتها وقطنت أنا وإياها مع أخت لي متزوجة.
السؤال هو أن أمي تدعو علي أدعية صعبة ومخوفة، والسبب هو أني أخذتها من بيتها لدرجة أنها تدعو علي بالسخط وهذا يؤلمني ويخوفني وأنا أخاف رب العالمين، وأنا أخذتها من بيتها لأنها لم تعد تقدر على شيء لأقوم برعايتها، وأحيانا تدعو لي أدعية تفرحني وتقول لي بإنها لم تدع علي قط وإنها تحبني.
أفتوني جزاكم الله خيراً لأني خائفة من أدعيتها ودعاء الأم مستجاب وليس بينه وبين الله حجاب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام نقلك لأمك من بيتها هو من أجل الحرص على رعايتها والقيام على مصالحها وليس فيه إضرار بها، فليس في ذلك إساءة إليها أو ظلم لها، بل هو من البر بها والإحسان إليها، وما دمت لا تقصرين في حقها فلا يضرك دعاؤها عليك بإذن الله.
قال ابن علان: (ودعوة الوالد على ولده) أي إذا ظلمه ولو بعقوقه. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين. وقال المناوي: وما ذكر في الوالد محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق. التيسير بشرح الجامع الصغير. للمناوي، وانظري الفتوى رقم: 65339.
وأبشري خيراً ببركة برك بأمك فإنه من أحب الأعمال إلى الله ومن أعظم أسباب رضوانه.
والله أعلم.