السؤال
في زمن الالكترونيات قد كثر في هذا الزمان تداول برامج الكمبيوتر المسروقة انتهاكاً لحقوق تلك البرامج، وتباع في الأسواق بسعر بخس، مثل برنامج الوندوز من شركة مايكروسوفت فإن الكثير منها نسخ مزورة. فما حكم العمل بهذه البرامج وما حكم الملفات (برامج إسلامية وخطب ودروس وكتب و.. و..الخ) المحملة بتلك البرامج ؟
أجيبونا فالأمر قد شاع وانتشر وإني في حيرة من هذا الأمر جزاكم الله خيرا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز نسخ البرامج التي ينص أصحابها ومنتجوها على أن الحقوق محفوظة لهم إلا بإذن منهم، لأن هذه حقوق مملوكة وبذل أصحابها أموالا وجهودا لإنتاجها وإخراجها، فنسخها إبطال لهذه الحقوق، وإهدار لهذه الأموال والجهود. وإذا لم يكن هناك نص يمنع من التنزيل والاستخدام فلا مانع، وعلى كل حال يعمل في معرفة الإذن من عدمه بالعرف الجاري في هذا الشأن. وقد ذكر بعض أهل العلم أنه إذا احتاج المرء إلى نسخها لعدم وجود النسخة الأصلية أو عجزه عن شرائها جاز له نسخها للنفع الشخصي فقط بشرط ألا يتخذ ذلك وسيلة للكسب أو التجارة، ولا بد من الاقتصار هنا على قدر الحاجة، لأن الزيادة عليها بغي وعدوان وهو موجب للإثم، ولكن الراجح لدينا أنه لا يجوز نسخ الأسطونات التي ينص أصحابها على أن حقوق النسخ محفوظة إلا بإذنهم، كما لا يجوز استعمالها، وإن كان نسخها للحاجة الشخصية أخف من نسخها للتكسب. وانظر تفصيل هذه المسألة وأدلتها وأقوال أهل العلم فيها، وما يتعلق بالملكية الفكرية في الفتاوى: 13169، 6080، 9797.
وعلى كل فما علم كونه مزورا من تلك البرامج لا يجوز العمل عليه ولا التعاون مع أصحابه سواء أكان ذلك في محاضرات ودروس إسلامية أو غيرها، وإن كان استعمال تلك البرامج غير الأصلية في الحاجات الشخصية دون التكسب بها أخف لأن من أهل العلم من يجيز ذلك.
وللمزيد انظر الفتاوى: 129024، 133276، 46035.
والله أعلم