السؤال
تأتيني أحينا الحازوقة (فواق) وتتواصل معي يوما كاملا في الغالب (وذلك في فترات متباعدة: مرة في السنة أو أكثر).وأظن أني إذا صليت في المسجد فإن ذلك سيقلق المصلين، بسبب الصوت الذي أحدثه، وكذلك بالنسبة لمن يحاذيني بسبب ارتجاجي مع كل حازوقة.فما حكم صلاتي في المسجد حينها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصلاة الجماعة واجبة في الأصل على القول الراجح, وقد رجح بعض المحققين من أهل العلم أنها واجبة في المسجد كما بيناه في الفتوى رقم: 125671.
فإذا كان الصوت خفيفا لا يتأذى منه المصلون ولا يشغلهم عن صلاتهم فلا يعد ذلك عذرا في التخلف عنها, وأما إن كان الصوت شديدا عاليا وغلب على ظنك أن المصلين يتأذون منه ويشغلهم عن صلاتهم فلك أن تتخلف عن الصلاة في المسجد حتى لا تؤذي المصلين، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم من أكل الثوم والبصل عن قربان المسجد وعلل ذلك بقوله: فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنوا آدم ... .
ونص الفقهاء أيضا على كراهة رفع الصوت في المسجد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ... وَرَفْعُ الصَّوْتِ فِي الْمَسَاجِدِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - رَأَى رَجُلَيْنِ يَرْفَعَانِ أَصْوَاتَهُمَا فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ : لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُمَا ضَرْبًا. اهـ .
والله أعلم.