السؤال
امرأة أسلمت قبل سنتين ونصف تقريبا، وهي لا تلبس الحجاب، ومقيمة في بلدي الأردن الآن، وأهلها في أوروبا، وأريد أن أخطبها بعد أن تلتزم بأوامر اللّه وتلبس الحجاب دون علم والدي؛ لأنهما يعارضان فكرة الزواج الآن قبل إنهاء الدراسة في الجامعة؛ علما أن والدي لا يصلي وأمي ليست مستقيمة على أمر اللّه، وأختي الوحيدة أيضا ليست ملتزمة بأوامر اللّه، فهل يجوز لي أن أذهب مع أحد من الصالحين إليها لأكلمها في موضوع الالتزام بأحكام الدين والزواج بي؟ أم يكون علي إثم؟ وبماذا تنصحوني؟ وبارك اللّه فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يشترط لصحة زواج الرجل موافقة والديه على زواجه، لكن بر الوالدين واجب على الولد بكل حال، ومن برهما أن يطيعهما في المعروف، ولو كانا فاسقين بل ولو كانا كافرين، فإذا كان أمر والديك لك بتأخير الزواج حتى تنقضي الدراسة لا يترتب عليه ضرر في دينك أو دنياك... فالواجب عليك طاعتهما في ذلك.
وأما إذا كنت بحاجة للزواج وتتضرر بتأخيره فلا يجب عليك طاعتهما في ذلك، وقد يحرم عليك في بعض الحالات، وينبغي لك أن تسعى في إقناعهما بالموافقة على زواجك، وتستعين على ذلك بمن تظن أن له تأثيراً عليهما، فإن أصرا على الرفض فيجوز لك أن تتزوج دون رضاهما.
أما عن هذه الفتاة التي أسلمت، فينبغي أن يكون نصحك لها عن طريق بعض محارمك من النساء اللاتي يصلحن لمثل هذا، أو بطريقة أخرى لا يحصل بها لقاء مع هذه الفتاة خشية الفتنة أو الخلوة بها ونحو ذلك.. وننصحك أن تجتهد في نصح والديك وأختك وتعليمهم أمور دينهم، وتخويفهم من التفريط في الفرائض، ولا سيما الصلاة فإنها أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، ولمعرفة ما يعين على المحافظة على الصلاة راجع في ذلك الفتوى رقم: 3830.
ويمكنك الاستعانة بإهداء بعض الأشرطة أو الكتب أو التوجيه للمواعظ والدروس بالمساجد أو البرامج التي تبث على القنوات الفضائية، مع الحرص على معاملتهم بخلق طيب والإحسان إليهم والدعاء لهم مع عدم تعجل النتيجة.
والله أعلم.