السؤال
زوجي في أحد الأيام أراد أن يأخذ قيلولة بعد المغرب، ونام فقط بملابسة الداخلية. المهم وهو كذلك رأيت في ملابسه من الخلف بقعة (فقلت ربما من بقايا الغائط) فربما احتكت هذه المنطقة من السروال بخلفيته فترك أثرا، سؤالي هل صلواته مقبولة؟ ولا أدري وكذلك هو. متأكدة أنه لا يدري متى ظهر الأثر هل قبل صلاة معينة أو بعد صلاة معينة؛ لأنه إذا علم بذلك لقام بتغييره. المهم أنه في صلاة الفجر كانت ملابسه نظيفة أو لبسها بعد فترة من صلاة الفجر، فهل عليه إعادة الصلوات من الظهر إلى العشاء إذا كان الحكم يبطل الصلاة. أنا لم أقل شيئا له حتى أتاكد من الحكم.. (أرجو التوضيح لأني لا أدري متى ظهرت هذه البقعة وكذلك هو متأكدة لا يعلم بها يعني ليس هناك يقين فأرجو الانتباه لهذه النقطة في الإجابة؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول ابتداء: إنه لا يحكم بنجاسة تلك البقع بمجرد الشك بل لا بد من اليقين، فإذا شككتم في كونها نجاسة أم لا فلا يحكم بأنها نجاسة، ثم إن تيقنتم أنها نجاسة ولكن لم يعلم متى طرأت عليه هل قبل الصلاة أم بعدها، فإن صلاته بها صحيحة، وكذا لو تيقن أنها طرأت عليه قبل الصلاة وكان قد صلى بها جاهلاً بوجودها فإن صلاته صحيحة ولا يلزمه إعادتها على القول المرجح في موقعنا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فلو صلى وببدنه أو ثيابه نجاسة، ولم يعلم بها إلا بعد الصلاة، لم تجب عليه الإعادة في أصح قولي العلماء، وهو مذهب مالك وغيره، وأحمد في أقوى الروايتين، وسواء كان علمها ثم نسيها، أو جهلها ابتداء، لما تقدم من أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه ثم خلعهما في أثناء الصلاة، لما أخبره جبريل أن بهما أذى، ومضى في صلاته، ولم يستأنفها، مع كون ذلك موجوداً في أول الصلاة، لكن لم يعلم به... انتهى.. وانظري في ذلك الفتوى رقم: 47406، والفتوى رقم: 68621، وكلاهما عمن رأى عليه نجاسة بعد الصلاة، وكذا الفتوى رقم: 123577، والفتوى رقم: 47290 بعنوان (الحدث يضاف إلى أقرب أوقاته).
والله أعلم.