السؤال
أعاني من حالة شديدة تؤثر على صلاتي أتمنى الإجابة عليها. وهي أني عندما أشرع في الصلاة وقبل أن أقرأ الفاتحة يأتيني تردد بين إكمال الصلاة والاستمرار فيها، وبين أن أقطعها وأعيدها. فهل هذا التردد من ناحية فقهية يبطل الصلاة أم أنه لا يبطلها؟ وأنه مهما كانت الافكار لا تؤثر؟ أتمنى الإجابة فقد تعذبت.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر أنك مصاب بالوسوسة، والذي ننصحك به هو أن تعرض عن هذه الوساوس ولا تلتفت إلى شيء منها، ولا تعرها اهتماما، وامض في صلاتك غير مكترث بما يعرض لك من هذه الأفكار، فإن الإعراض عن الوساوس هو العلاج الأمثل لها. وانظر الفتوى رقم: 51601.
وأما عن حكم المسألة فإن العلماء مختلفون هل التردد في قطع الصلاة يبطلها أو لا؟ وقد صحح بعض العلماء أنها لا تبطل بذلك لأن بقاء النية يقين فلا يزول إلا بيقين مثله، قال الحجاوي في زاد المستقنع: "فإن قطعها-أي النية- في أثناء الصلاة أو تردد بطلت" قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرحه: "وقوله: «أو تردَّد»، أي: تردَّد في القطع.
مثاله: سمع قارعاً يقرع الباب فتردَّد؛ أأقطعُ الصلاةَ أو أستمرُّ؟ يقول المؤلِّف: إن الصلاة تبطل، وإن لم يعزم على القطع، وكذلك لو سمع جرسَ الهاتف فتردَّد؛ هل يقطع الصلاةَ ويُكلِّم أو يستمرُّ؟ فالمؤلِّف يقول: إن صلاته تبطل؛ لأنَّ استمرار العزم شرط عنده.
وقال بعض أهل العلم: إنها لا تبطل بالتردُّد؛ وذلك لأن الأصل بقاء النيَّة، والتردُّد هذا لا يبطلها، وهذا القول هو الصَّحيح، فما دام أنه لم يعزم على القطع فهو باقٍ على نيَّته، ولا يمكن أن نقول: إن صلاتك بطلت للتردُّد في قطعها." انتهى.
والله أعلم.