السؤال
أعرف أن إطعام المسكين فضيلة، ولكن منذ أن ﻻحظت تكرار ذكره عند ذكر أصحاب النار، كما في قوله تعالى: إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين. و في قوله: ما سلككم في سقر ، قالوا لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ) وأصبحت في هذه الصفة فأجتهد في دعوة غيري للأكل معي - ولكن أحيانا أتضايق من أسلوب أحدهم في أكله، فأحاول تجنب الأكل في حضوره، بل وأخفي الأكل حتى ﻻ يعرف بوجوده فتاتيني الأفكار بأني هكذا أعصي الله. فما الصحيح في هذا؟ وهل إخفاء شيء من الطعام كطعام مميز مثلا حتى ﻻ يشاركني فيه أحد والدعوة إلى غيره فيه إثم؟ أم أن هذه من الوساوس؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إطعام الطعام من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه تبارك وتعالى، فقد حث الإسلام على إطعام الطعام وخاصة للفقراء والمساكين، روى البيهقي وغيره عن عبد الله بن سلام- رضي الله عنه- قال : لما أن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وانجفل الناس قبله، فقالوا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجئت في الناس لأنظر إلى وجهه، فلما أن رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعت منه أن قال: يا أيها الناس، أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام. صححه الألباني. وهو مما يوجب الجنة كما روى الطبراني مرفوعا: يوجب الجنة إطعام الطعام وإفشاء السلام.
ولا يلزم من إطعام الطعام أن يأكل الشخص مع من أطعم، وإن كان الأكل معه أفضل وخاصة إذا كان مسكينا. انظر الفتوى: 103510.
ولاشك أن الإطعام من الجيد ومما تحب أفضل وأكمل لقول الله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ { آل عمران:92} ولكن لا مانع من الإنفاق من غيره كما سبق بيانه في الفتوى: 65058 ولقوله صلى الله عليه وسلم : وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها... الحديث متفق عليه. ولذلك لا إثم ولا معصية في إخفاء الشخص بعض طعامه أو ممتلكاته والاحتفاظ بها لنفسه.
والله أعلم.