السؤال
أنا امرأة متزوجة من 14 سنة، ولم أرزق بولد، والسبب مني، وقد عملت عمليات عدة، وعملت أطفال الأنابيب 3 مرات، لكن بلا جدوى. والآن زوجي يريد أن يتزوج بأخرى، وأنا حالتي النفسية سيئة جدا جدا، وأعلم أنه محق في ذلك، ولكني لا أستطيع تقبل الزوجة الثانية. أرجو أن تساعدوني لكي أستطيع تقبل الزوجة الثانية.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما يساعدك على تقبل الحياة مع الزوجة الثانية ما يلي:
1- الرضا بحكم الله الشرعي، فإن الله سبحانه قد أباح للرجل أن يتزوج باثنتين وثلاث وأربع بشرط العدل بينهن، فعليك أن ترضي بحكم الله سبحانه وتسلمي لقضائه، ولا يكون في صدرك حرج من ذلك.
2- الرضا بقضاء الله الكوني وترسيخ عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر، واليقين التام أن ما قدره الله فإنه حتما سيحدث وقضاؤه سبحانه دائما هو الخير لعبده المؤمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم وغيره. ولعل أمرا يكرهه الإنسان ويحزن لحدوثه وهو في الحقيقة محض الخير له. قال الله سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}. يقول ابن القيم: فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب والمحبوب قد يأتي بالمكروه ، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة، لعدم علمه بالعواقب ، فإن الله يعلم منها مالا يعلمه العبد. انتهى.
3- اعلمي أن من يرضى بما قسم الله له فإن الله سبحانه يرضى عنه ويرضيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وقال حديث حسن.
4- أن تتفهمي حاجة زوجك لوجود ولد في حياته، وتقدري صبره على هذه الحاجة الزمن الطويل حفاظا على مشاعرك ومراعاة لظروفك، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
5- أن تستعيني بالله سبحانه، وتكثري من ذكر الله والصلاة، فإن بذكر الله تطمئن القلوب، وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
والله أعلم.