السؤال
عندما كنت بسن 17 من عمري أقسمت يميناً :((والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى شمالى لم أتزوج من فلانة )) وأما اليوم فأنا بسن الزواج والحقيقة أنني أرغب بالزواج من تلك الفتاة، ولا أعلم ماذا أفعل؟ هل يميني صحيح؟ وما هي كفارته؟ وهل يجوز ذلك قبل أن أتزوج؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أقسم على ترك أمر فإنه إذا فعله يكون حانثا وتلزمه الكفارة، وهي على النحو الذي بيناه في الفتوى رقم: 204.
ولكن قد يكون الحنث في اليمين أفضل من المضي فيها، روى مسلم في صحيحه عن عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا حلف أحدكم على يمين فرأى خيراً منها فليكفرها وليأت الذي هو خير.
والزواج من سنة المرسلين قال سبحانه: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً {الرعد:38}.
وندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الزواج من استطاع الباءة، فقد جاء في البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
وعليه، فإذا كنت ترغب في الزواج من تلك الفتاة –كما ذكرت- ولا تجد مانعا من إتمام ذلك، فلا حرج عليك في أن تتزوج منها وتكفر عن يمينك.
والكفارة إنما تجب بالحنث في اليمين، وصحح جمهور أهل العلم فعلها قبل الحنث كما في الفتوى رقم: 17515.
والله أعلم.