السؤال
سرقت من مال معوق لا يتكلم ـ لا بالإشارة ولا باللسان ـ وأريد أن أطلب منه العفو، فكيف ذلك؟ من فضلكم.
سرقت من مال معوق لا يتكلم ـ لا بالإشارة ولا باللسان ـ وأريد أن أطلب منه العفو، فكيف ذلك؟ من فضلكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أخذ أموال الناس بغير حق إثم عظيم، ويجب على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً، ومن شروط هذه التوبة: رد الحق إلى صاحبه كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 13348، ورقم: 3051.
ومن عجز عن ذلك بقي في حكم الدَّين في ذمته يؤديه بقدر طاقته أو يستحل أصحابه منه.
وأما كون صاحب الحق لا يتكلم فلا يعني ـ بالضرورة ـ أنه لا يفهم ولا يدرك، والصم والبكم يفهمون بالإشارة ولهم لغة يتفاهمون بها، والمقصود أنه إن كانت هناك طريقة لإفهامه وطلب العفو منه، فلا إشكال، وإلا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وعلى السائل حينئذ أن يحقق شروط التوبة في ما بينه وبين الله: من الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فرط منه، والعزم على عدم العودة، فإن عجز عن أداء ما عليه من حق وعجز ـ أيضا ـ عن استحلال صاحب هذا الحق، لم يبق عليه بعد الصدق في توبته إلا أن يعزم عزما أكيدا إن يسر الله له سبيلا في المستقبل ليرد على أصحاب الحقوق حقوقهم، فإنه لن يقصر في ذلك، مع كثرة الدعاء والاستغفار لنفسه ولذوي الحقوق عليه، كما سبق تفصيله في الفتويين رقم: 114435، ورقم: 122402.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني