السؤال
كنت في الخامسة من عمري عندما تبنتني امرأة أجنبية مسيحية، وعندما كبرت علمت أنني كنت من عائلة مسلمة، وعندها قرأت عن الإسلام واعتنقته، إلا أن المرأة التي تبنتني بقيت على دينها، وسؤالي لكم هو: هل أحسن إليها وقد ربتني وأنا صغيرة ولا أعرف أما غيرها وقد أصبحت كبيرة في السن؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك بما أكرمك الله به من الهداية للإسلام، وأما هذه المرأة فيجوز شرعا البر والإحسان إليها إن لم تكن من أهل الكفر المحاربين للمسلمين، كما قال تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.
{ الممتحنة: 8}.
وقد أرود الإمام البخاري في صحيحه هذه الآية تحت باب: الهدية للمشركين ـ وأورد فيه حديث أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال نعم صلي أمك.
وإن من أعظم الإحسان إليها دعوتها إلى الإسلام، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
متفق عليه.
والله أعلم.