السؤال
على القول الراجح أن المعوذتين نزلتا في مكة قبل الهجرة، وأن السحر الذي أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد الحديبية، فكيف الجمع بين ذلك؟ وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقرؤهما صباحا ومساء وقبل النوم قبل السحر، وبعده أصبح يواظب عليهما صباحا ومساء، وقبل النوم أم ماذا؟.
أرجو الإفادة التامة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المعوذتين اختلف فيهما، وقد صحح مكيتهما جمع من أهل العلم ـ منهم أبو السعود وابن عاشور والسعدي ـ وقد ذكر ابن عاشور أن الرواية المروية عن ابن عباس في مكيتهما أصح من الرواية المروية في مدنيتهما.
كما صحح مدنيتها جمع آخرون ـ منهم ابن الجوزي والسيوطي وأبو حيان والبغوي والألوسي والزحيلي ـ واستدلوا بقصة لبيد بن الأعصم في الصحيحين، ومهما يكن من أمر: فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب على التعوذ ـ كما في الحديث: كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما. رواه الترمذي.
وأما عن إصابة السحر له مع مواظبته على التعوذ: فقد تكلمنا عليها في الفتويين رقم: 130963، ورقم: 46023.
والله أعلم.