الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تحميل الأفلام والمسلسلات لمشاهدتها

السؤال

هل يجوز تحميل المسلسلات أو الأفلام التي تم عرضها على التلفاز من الإنترنت للمشاهدة فقط، أي أني لا أبيعها؟ هل يعتبر ذلك سرقة أم أن ذلك جائز باعتبار أن من حقي مشاهدتها على التلفاز، مما يعني أنه كان بإمكاني تسجيلها من التلفاز؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا السؤال ليس له معنى إلا في حالة واحدة، وهي أن تكون هذه الأفلام والمسلسلات خالية تماما من المحاذير الشريعة، وهذا أمر في غاية البعد.

وأما مع وجود المخالفات الشرعية، كظهور العورات، والكلمات الفاحشة، والدعوة إلى الرذيلة والأفكار المنحرفة، والموسيقى، وغير ذلك، فلا يجوز مشاهدتها أصلا، وبالتالي لا يجوز تحميلها من الإنترنت، لا من أجل حقوق منتجيها فإنها هدر، وإنما بسبب حرمتها في ذاتها.

وقد سبق لنا بيان بعض المخالفات الموجودة في الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية، فراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1791، 26230، 20264، 119005.

وأما مع افتراض خلوها من كافة المحاذير الشرعية- وهو أمر مستبعد جدا- فلا يجوز تحميلها إلا بإذن أصحابها أو العلم بأنهم لا يمانعون من ذلك، ومبنى ذلك على حرمة الاعتداء على الحقوق المادية والمعنوية للغير، فإن حقوق التأليف والاختراع أو الابتكار مصونة شرعا، ولأصحابها حق التصرف فيها، ولا يجوز الاعتداء عليها، كما قرر مجمع الفقه الإسلامي في دورة مؤتمره الخامس 1409هـ - 1988م.

وقد سبق تفصيل ذلك بأدلته في الفتوى رقم: 6080. وراجع لمزيد الفائدة الفتويين: 13169، 127509.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني