السؤال
هناك بعض المحطات الفضائية المتخصصة بالإعلان، تظهر إعلاناتها على شاشة التلفاز وهي إعلانات مختلفة من حل مشاكل جنسية وأمور نسائية بحتة وأخرى، وخلال عرض هذه الإعلانات يرافقها قراءة للقرآن الكريم وبشكل مستمر بما لا ينسجم نهائيا والمعروض على الشاشة الأمر الذي يشتت المشاهد بين القراءة والاستماع، ما هي مشروعية مثل هذا العمل بالنسبة لمالكي هذه المحطات، ومشروعية الجمهور في مشاهدة مثل هذه المحطات؟ وجزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن تعظيم القرآن الكريم ورعاية جنابه وصيانته عن الابتذال أمر متحتم على كل مسلم، وكل فعل يتنافى مع هذا الأصل تنافياً قطعياً لا شك في حرمته، وحتى ما يخشى منه ذلك يجب اجتنابه، ولذلك منع من منع من أهل العلم تعليق الآيات القرآنية إذا كان فيه شيء من الإهانة ككتابتها على الستور والفرش والحوائط أو تعليقها في أماكن اللهو والفجور، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 23572.
والوضع الذي ذكره السائل لا نعرف حقيقته، والذي فهمناه من سؤاله أن آيات القرآن الكريم تتلى حال عرض بعض الإعلانات غير اللائقة بجلالة القرآن المجيد، وغير المناسبة لمعانيه، فإن كان هذا هو الواقع فلا شك في حرمة ذلك، لما فيه من التعدي الظاهر على جناب القرآن الكريم، ويجب على مشاهد ذلك أن ينكره بما استطاع، ومن ذلك أن يتصل بهذه المحطة وينصح القائمين عليها، وأقل ذلك أن يمتنع عن مشاهدة ما فيه نوع استخفاف بجناب القرآن العظيم... هذا ولا بد من التنبيه على أن مشاهدة هذه الفضائيات لو كان فيها أي محذور شرعي ككشف العورات أو الموسيقى فلا يجوز متابعتها على أية حال.
والله أعلم.