الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تب إلى الله وثق به واسأله أن يحفظك من هتك سرك

السؤال

قد فعلت شيئا عظيما وتبت إلى الله، ولكنني خائف من شيئين:
أولا: أن لا يتقبل الله توبتي.
ثانيا: أن يفضحني الله.
مع العلم أنني تبت لوجه الله وليس من أجل الخوف من الفضيحة، فماذا أفعل؟ وهذا الشيء يعلمه بعض الناس.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه يرجى قبول التوبة لمن تاب مخلصا وأقلع عن الذنب، وندم على ما فات وعقد العزم على عدم العود إليه فإن الله تعالى يقول: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ.

{ الشورى: 25 }.

وعليك بإكثار الأعمال الصالحة، فإن الله تعالى يقول: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

{المائدة: 54 }.

وقال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ.

{هود: 114 }.

وعليك أن تستر نفسك وتسأل الله أن يحفظك من هتك من يعلم خبرك، وإذا شعرت من أحد منهم الرغبة في الحديث عن الموضوع فذكره بالأحاديث التي تحرض على ستر المؤمن لأخيه، كما في حديث الصحيحين: لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة.

وأكثر من الدعاء المأثور: اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي.

وعليك بالاستغفار، فقد قال الله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا. { النساء: 110 }.

والغفران الذي وعد الله به في هذه الآية وغيرها يفيد الستر، لأن مادة غفر معناها الستر، ومنه المغفر الذي يستر، الرأس، فالغفران ستر الذنب في النيا وعدم المؤاخذة به في الآخرة، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 122408، 67094، 32577.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني